"عالزينو الزينو الزينو" هي أغنية اشتغل عليها الأخوان رحباني في نسختين. وهي اذا كانت اغنية فولكلورية على نطاق ضيق وشعبي وبقاعي بحسب الباحث هشام مشرفية، الا ان الاخوين اعادا تخليقها لتتسق مع الاغاني الفولكلورية التراثية اللبنانية. وهي لذلك لبثت محصورة في اصلها اللبناني ونطاقها القروي، ولم تعرف في سوريا والعراق وفلسطين والأردن.
هناك قصة من المرويات الشعبية ترتبط بهذه الأغنية عن شاب في القرية بهي الطلعة اسمه زين. شاب أسمر وكحيل العين. احبته فتاة وهامت به وصارت تطلق عليه تدليعا اسم "زينو". واذا سألها احد عنه تجيب: "زينو اللي تسلملي عينو". وكانا يترافقان معا الى البساتين والوديان والأحراج وتعاهدا على الحب والوفاء. من هذه الجملة انطلقت القصة لتصبح اغنية، لتصبح عمارة يبني عليها الشعراء ويزيدون، وتتدفق عليها الالحان والانغام.
لكن الغريب ان هذه الاغنية الفها ولحنها الاخوان رحباني مرتين. مرة عام 1955 في اسطوانة "معليش يا قلبي". وغنتها فيروز مع الكورس ومطلعها يقول: "عالزينو الزينو الزينو/ في عشرة بيني وبينو/ مهما يحكوا عن وليفي/ ما بخونو وحياة عينو/ مرجانة خضرا وريفة/ نغماتو حلوة لطيفة/ لفتات السحر الظريفة/ بتموج بلمحات عينو/ في النا ليالي طويلة/ بروضات الحب الظليلة/ بدي شي نغمة ظريفة/ تتغزل بسواد عينو/ يا وليفي ان جيت لحمانا/ بتسعد وبتعرف وفانا".
اما النسخة الثانية فقد الفاها ولحناها الاخوين في اسطوانة بعنوان "فيروز والذكريات" عام 1966. والعملان لم يقدما على المسرح او المهرجانات. في هذه النسخة الثانية من الاغنية تغنيها فيروز منفردة ويظهر التطور في التوزيع الموسيقي والهارموني في العزف والآلات الموسيقية. كما تُظهر تمكّن الاخوين من ناصية الاغاني التراثية. تقول الأغنية: "ايدي وايدك عالوادي/ يابا ت نعمل مشوار/ بدنا نعبي الزوادة/ يابا والتينات كبار/ عالزينو الزينو الزينو/ يغمزني بطراف عينو/ محبوبي من طول حبو/ ناطر ما تنام عينو/ عالزينو الزينو الزينو/ اسمر ومكحل عينو/ بحياتك وحياة عينك/ وعدك بالإخلاص وينو/ مرت نسمة عخدودك/ بتغني نغمة عودك/ طالب وردة من ورودك/ قوليلي تكرم عينو/ جارتنا السمرة الظريفة/ تتمايل حلوة نحيفة/ هاتيلك نغمة لطيفة/ تتغزل بسواد عينو".
كل دلائل الاغنية ومؤشراتها تشير الى البقاع والى بعلبك تحديدا، اذ هناك دبكة اسمها "عالزينو" وهناك فرقة دبكة بهذا الاسم يرأسها كريم صلح وعمر حماده وتدرج دائما رقصة "الزينو" في برنامجها. كما ان هناك عائلات من جنوب لبنان من "آل زينو".
ولكن من غنّى "عالزينو الزينو" بعد فيروز؟ غنّتها مطربة تركية اسمها جيلان والكلمات باللغة التركية مع الاحتفاظ بكلمة "عالزينو الزينو". وغنّاها ايضا المطرب وفيق حبيب في توزيع جديد. وغنّاها ايضا وايضا المطرب مناع عباده.
اغنية "عالزينو الزينو" حين نسمعها تأخذنا الى قرية من قرى لبنان حيث قصص الحب تولد في البساتين وروضات الحب. قصص تولد وتنتهي مثل الاغنية تماما "يا وليفي ان جيت لحمانا بتسعد وبتعرف وفانا".