تعكس المخرجة النسوية لينا أبيض أنماطاً متعدّدة للمرأة الحرّة فكراً وسلوكاً ومنطقاً. سرّها أنها لا تساوم على قضية، أو أي موضوع يعنينا، نساءً كنّا أو رجالاً.
جمعتها صداقة متينة مع المناضلة الكبيرة نوال السعداوي في عام 1998، حين حضرت تمارين مسرحية "سجن النساء"، التي أعدّتها عن مجريات التحقيق معها في المخفر. هنأت السعداوي رفيقتها في النضال لينا أبيض على مضمون النص والتمارين مع تشديدها على أنها كانت تتسّم بالسكينة خلال التحقيق معها فيما غلب الغضب على المحقق.
انطلقت هذه الصداقة منذ ذلك الحين وتوطدت الى لقاءات متكررة لم تنته بموت السعداوي، بل استمرت في إحياء صوتها وقلمها في مسرحيات عدة وآخرها مسرحية "نوال"، التي تستمر على مسرح مونو الى السبت 23 تشرين الأول ضمناً لأن تجربتها في يومياتها كما في مماتها لم تخرجها من الصعاب أو المخاطر المحدقة بها.
الجرأة
ما التهمة الموجهة إليها؟ أجابت أن التهمة أنها تقول الحق وتتجرأ على طرح تساؤلات عدة عن "جدوى" موروثات ومحرّمات عدة ما زال وجودها يشكل خطراً حقيقياً على مجتمعات عدة.
في الحقيقة، لا تنكر أبيض أنها تتشارك معها قضايا عدة منها رفض الموروثات الاجتماعية الممارسة في حق المرأة أو حتى التساؤل عن الله أو حتى تراودها بعض الأسئلة البديهية عن أحقية أو أسباب نعت المرأة "بالعورة" في بعض المجتمعات العربية.
يزيد ميل أبيض الى الدفاع عن المرأة ويتملكها العنفوان الشديد لأنها نشأت في بيت متحرر متمسك بدور الفتيات، وتمايز والدها وأمها في تعليم أولادهما.
لم التعلق بالسعداوي إذن؟ تصارح أبيض قرّاءها بأنه يمر في ذاكرتها عندما تراجع مذكرات السعداوي ومشوارها النضالي قصة جدتها، التي زُوّجت في عمر 12 ربيعاً، مشيرة الى أنها طلبت من زوجها شراء طابة للعب عند عودته الى المنزل، وهذا كان رداً على سؤال روتيني طرحه عليها قبيل مغادرته البيت الزوجي.
أثنت أبيض على نضال جدّتها في دفع بناتها ومنهن أمها إلى طلب العلم والسفر لمتابعته في الخارج، وهذا يتقاطع كثيراً مع نضال نوال السعداوي ومطالبتها بحق تعليم الفتيات ورفض الزواج المبكر لهنّ.
ذكرت أن السعداوي قد تكون شقيقة لها لأنها عاشت حياة قريبة بعض الشىء من جدتها، مع إضافة واقع مهم أن تؤيّد قول السعداوي وايمانها المطلق بأن تضامن النساء له قدرة متميزة على التغيير.
ماذا يعني أن تكون نسوية؟ هو في الحقيقة أن تكون المرأة منفتحة جداً، ما يرجّح نشوب صعوبة تواصل مع بعض الرجال كما الحال مع نوال السعداوي.
ماذا عن مسرحية "نوال"؟ قالت: "كل المجتمعات العربية تحتاج الى سماع أقوال نوال السعداوي، مع العلم بأن المجتمع اللبناني هو الأكثر انفتاحاً لسماع ما تنادي به".
المغرب
برأيها، "المسرحية تقلق الإنسان العربي واللبناني من خلال إثارتها مشكلات بديهية تعاني منها الفتيات كالعنف، النظام الأبوي، البلوغ، القلق البيولوجي" مشيرة الى أن أقوال نوال السعداوي قد تمتدّ الى بعض الموروثات في العالم الأوروبي المعتاد على بعض منها.
أرادت أبيض هذه المسرحية، التي اختارت فيها 4 من الممثلات هنّ جنى أبي غصن، سولين دكاش، كلارا الفتوى الهوى وماريانا زريق، مع تأليف موسيقي على العود لسمير نصر الدين بعضاً من مذكرات نوال السعداوي ليندرج هذا العمل المسرحي في خانة العمل المسرحي المقاوم من خلال الثقافة في لبنان اليوم.
لفتت الى أن المسرحية "تمتدّ الى ساعة وربع الساعة تكشف واقع نساء وراء جدران بيوتهنّ"، مشيرة الى أن المسرحية ستُعرض في المغرب كمحطة ثانية، ضمن فاعلية مهرجان "جسد" بنسخته الأولى في 24 منه، آملة أن نتمكّن من عرضها في بلدان عربية عدة.
أعلنت أنها بصدد إعداد مسرحية عن الحركة النسائية لتبرز من خلالها في عروض مسرحية ذكيّة نضال سيدات أمثال لور مغيزل وإميلي نصرالله وسواهما لإنصاف جهود نساء عملن بجهد كبير في المسار التغيير...
[email protected]
Twitter:@rosettefadel