النهار

فيلم الكاتبة والمخرجة يارا لحود يصل إلى العالميّة... "إنسانيتنا هي هويتنا ويجب التحرّر بغية العيش كبشر"
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
فيلم الكاتبة والمخرجة يارا لحود يصل إلى العالميّة... "إنسانيتنا هي هويتنا ويجب التحرّر بغية العيش كبشر"
"ملصق فيلم "سيدة لوحة للكاتبة يارا لحود.
A+   A-
يقول الأديب المصري الكبير توفيق الحكيم إنّ "الخيال هو ليل الحياة الجميل... وإنّ عالم الواقع أضيق من أن يتسّع لحياة إنسانية كاملة". وقد نجحت الكاتبة والمخرجة والطالبة الجامعية يارا لحود في تجسيد تلك المقولة من خلال فيلمها القصير "سيدة لوحة"، الذي فاز بجائزة "مهرجان كان السينمائي العالمي" لأفضل فيلم قصير، فضلاً عن جائزة "المهرجان اللبناني للأفلام المستقلة".
للمناسبة، تحدثت إلى "النهار" عن إلهامها ورحلتها في سرد قصّة انبثقت من أعماق حياتها وأفكارها المكبوتة، وأجابت بعد أن نقلت قصّتها إلى العالمية.

عمّ يتكلّم فيلم "سيدة اللوحة"؟
هو فيلم قصير لا يتعدّى الأربعة دقائق. فاز بجوائز عدّة، واستلهمت فيه أحداثاً من حياتي الشخصية وفكرة التحرر من إطار بيئاتنا.
 
تدور القصّة في قصر مهجور، حيث تسكن لوحات بغاية الجمال، وتزيّن الجدران، وتشغل حائطاً منفرداً لوحة مختلفة، جامدة، لكن في داخلها غضب. فهي تريد أنّ تتحرّر، وقد سئمت حياة القصر، وتحاول أن تكتشف ما يكون خلف هذه الجدران من حياة. تحاول الهروب من إطار بقيت في داخله كلّ حياتها. من هنا تبدأ معركة خسارة نفسها إلى أنّ أصبحت إنساناً.

تشير لحود إلى أنّ الرسالة من وراء الفيلم هي الإضاءة على فكرة أساسية "هي إنسانيّتنا، هي هويتنا. يجب التحرّر بغية العيش كبشر. نحن بمثابة هذه اللوحة معلّقين على حائط جميل في قصر رائع، لكنّنا من دون حياة أو روح، فالتحرّر من شيء كلوحة، والتحوّل إلى الإنسان، والتخلّص من الكبت ينبع من تجربتي الخاصّة".

وتلفت إلى أنها قضت حياتها في حالة اختباء من المجتمع والعقليّة السائدة، مضيفةً: "كنت أختبئ مثل هذه اللوحة في أجزاء قصص كتبها مجتمعنا، وبدأت أخسر نفسي رويداً رويداً إلى أن وجدت نفسي وتعرّفت هويتي، وأردت أن أسرد رحلتي بقصة من نسيج خيال".
 
 
 

"إن كنت تريد أن تكتب قصصاً، فاعرف قصتّك أولاً!"
ترى يارا أنّ "جوهر فنّ سرد القصص هو أنك تنتشل شخصاً من مشكلاته اليومية وتحمله إلى عالم نسجته بخيالك لفترة محدودة. بعد انتهاء الفيلم يعود إلى الواقع الذي يعيشه؛ وقد سمحتُ للرواية بأن تأخذني. لست من يقرّر ماذا ومتى يكتب، ولم يكن هدفي أن أصنع فيلماً جميلاً، بل أن أكتب قصّتي. وسمعت الصوت في داخلي يقول: "اكتبي روايتي، واخرجي من داخلك المكتوم"، ولم يكن بتصوري وصول الفيلم إلى مهرجانات عالميّة فهو كان مشروعاً للجامعة".

وتشرح يارا سبب عدم اختيارها ممثلّة للفيلم قائلةً: "كتبت الفيلم. أخرجته ومثّلته، لأنني لم أتخيّل فرداً آخر يؤدّي هذا الدور؛ وذلك لسبب بسيط. كنت بحاجة إلى التحرّر على صعيد شخصيّ، وهنا تأتي قيمة كتابة القصص. "إذا كنت تريد أن تكتب قصصاً، فاعرف قصتّك أولاً"، هذا الفيلم ساعدني على اكتشاف قصتي، وأعتبر أنّه نجح لأنّه ناتج عن صدق وحقيقة عميقة".

وفي سياق متصّل بالنصيحة التي تعطيها يارا للمبتدئين في كتابة الأفلام تقول: "لا تخافوا من الدخول إلى هذا العالم. ومن الطبيعي أن يتردّد الفرد، لكن هذا المجال هو الذي يختار الأشخاص وليس العكس. الشغف والصوت في دواخلكم سوف يقودكم فاستمعوا له".

اقرأ في النهار Premium