النهار

فسيفساء الأماكن (41): "وفيّاً لأجدادِكَ الذينَ نظروا إلى النّار وقرّروا الإقترابَ منها لا الهرب"
المصدر: النهار
فسيفساء الأماكن (41): "وفيّاً لأجدادِكَ الذينَ نظروا إلى النّار وقرّروا الإقترابَ منها لا الهرب"
اللوحة بريشة الفنان صليبا الدويهي (1915- 1994).
A+   A-
رامي يمّين
 
 
أن تؤمنَ بالسحريّ وتبحثَ عنه، هو أن تكونَ وفيّاً لأجدادِكَ الذينَ نظروا إلى النّار وقرّروا الإقترابَ منها لا الهرب، وللذين نظروا إلى البحر وآمنوا أنّ ما ينتظرُهم خلفَ كلِّ هذا الغموض هو حتماً أجمل.
 
*
كيفَ لم يتوصّل علمُ النفس بعدْ، أن يُعرّفَ الكآبةَ على أنّها عشقٌ عميقٌ للحياة ووفاء لها؟ كلُّ عشقٍ يرافقُه حزنٌ يزيدُنا يقيناً بأنّ المعشوقَ ليس أبديّاً، ويرافقُه وعدُنا بألّا نسمحَ للحياة بأْن تُقلّلَ من شأنِ فناء ما نحبّ.
 
*
طريقةُ تَعبير الأميركيين مباشِرة وبسيطة. يخالُ لك أنّ اللغة الانغليزية لا يُمكنها أنَ تَقول المُعَقّد.كنتُ أستغربُ ذلك وكدتُ أستخفُّ بالأمر، ولكنّني أقدّرُه أكثر الآن .أنْ تقولَ البسيطَ أحياناً هو أْن تَتركَ مساحةً للجوهر لِيَكشفَ نفسه، وأنْ تقولَ المُعَقَّد من الممكن أن يَجرَحَ مَعناه.
 
*
أينما نظرتَ وجدتَ ما يذكّركَ بِفشلك. كأنّها حقيقة تتكرّس: كلّ الآمال كاذبة، ولم يمرّ الوقت عليك بسلام إلا لأنّك برعتَ بتخدير نفسِك. لم تجدْ مَنْ يحمل ألمَك كما هو. أكثر ما وجدت هو مَنْ يحمل عنكَ ألمَه ظنّاً منه أنّه يُنقِذُك. تغرقُ في وحدتكَ ولا طاقة لتدفع نفسك خارجها. عالقٌ في وادٍ بين حُبٍ وحُب.
 
*
كلّ مدينة تزورُها تظلُّ غريبة إلى أن تشعرَ بسعادتكَ الأولى فيها.
 
*
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium