في وقت تتراجع فيه اهتمامات المواطنين الأدبية والثقافية بسبب الأولويات المعيشية، ترسو سفينة "logos hope" المكتبة العالمية العائمة في مرفأ بيروت بمحاولة لإعطاء جرعة دعم ثقافية.
و"لوغوس هوب" هي أكبر مكتبة عائمة في العالم، رست في مرفأ بيروت يوم الخميس الماضي 15 كانون الأوّل، حاملة على متنها 5000 كتاب، و400 متطوع من 70 جنسية هدفهم مشاركة المعرفة، والمساعدة وبعث الأمل في النفوس.
وتُطرح هذه الكتب للبيع بأسعار مخفّضة، فيما يدفع الزوّار لدخول السفينة رسماً رمزيّاً قدره 20 ألف ليرة لبنانية، أيّ أقلّ من نصف دولار.
ورغم أنّ السفينة تدخل ضمن المبادرات التطوّعية والإنسانية ليس أكثر، إلّا أن وزارة الثقافة اللبنانية سارعت لتبنّي الحدث وتصويره على أنّه مثال للثقافة الجادّة والرصينة.
وأثنى وزير الثقافة محمد مرتضى على اسم السفينة "لوغوس هوب " أيّ الكلمةُ والأمل خلال زيارته لها وقال: "الأمل كلُّ ما نحتاجه لبناء الوطن، والكلمةَ هي المرجعيةُ الإيجابية التي تحلّ كلّ العقد، وتَخفض سقفَ التشنجاتِ والعصبيات".
وأضاف مرتضى أنّ "الرسالةَ التي توجهها هذه السفينة، هي أنّ البوارجَ وحاملاتِ الطائرات والغواصاتِ ليست هي التي تصنع الحضارة، لأنّها تحمل أدوات القتلِ والموت. أما الكتابُ فلا يحمل إلّا الحياة"، واصفاً السفينة بأنها "جسر صداقةٍ بين الشعوب".
وكانت للسفينة حتى الآن محطّات في 150 دولة وإقليماً واستضافت 49 مليون زائر على متنها.
ودعا مدير السفينة والطاقم الماليزي إدوارد ديفيد اللبنانيّين إلى زيارة السفينة والتفاعل مع طاقمها وقال: "هي ليست سفينة ومعرضاً للكتاب فحسب، بل هي أبعد من ذلك، إذ تمثّل رؤية تصنع فرقاً وتساهم في تطوّر الانسان وتقدّم المعرفة من خلال الكتب المعروضة".
وخلال وجود السفينة في بيروت، ستوفد إدارتها فريقاً لزيارة أحد المستشفيات، وستقيم مبادرات كثيرة على متنها، من بينها أنشطة فنية وتربوية للصغار تنشر معنى الصداقة وتحمل قيماً.