النهار

مبادرة تستحضر الثقافة والفن في حياة الناس... ريم فضّة لـ"النهار": "الفن العام في أبوظبي" مهمّة إنسانية
إسراء حسن
المصدر: "النهار" - أبوظبي
مبادرة تستحضر الثقافة والفن في حياة الناس... ريم فضّة لـ"النهار": "الفن العام في أبوظبي" مهمّة إنسانية
مبادرة تستحضر الثقافة والفن في حياة الناس.
A+   A-
أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أخيراً، مبادرة "أبوظبي للفن العام" معلنة برامجها التي تصب في دعم الفن العام للإمارة، وفق توجهات قادة هذا البلد: استحضار الثقافة والفن في حياة الناس.

أتى الإعلان هذه المرة رسمياً عمّا ستحمله هذه المبادرة في جعبتها من مشاريع رئيسية مُستدامة: بينالي أبوظبي للفن العام، منار أبوظبي، والتكليفات الفنية المباشرة.

مديرة المجمع الثقافي وبرامج أبوظبي الثقافية والقيمة الفنية الشريكة لبينالي أبوظبي للفن العام، ريم فضة، فنّدت كواليس هذه المبادرة التي تأتي كمحصّلة لسنوات من الأعمال الإبداعية القائمة والتي تهدف إلى "دعم مجتمعاتنا والإرتقاء بأسلوب الحياة والفكر العام".

تقول فضّة لـ"النهار": "لطالما كان الفن العام موجوداً وحاضراً في أبوظبي، وهناك مؤسسات عدّة قائمة عليه وتقوم به بمنطلقات مختلفة"، لافتة إلى أنّ "الإضافة التي حصلت تمثّلت في عملية إطلاقه من دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي والتي تمّت عن دراسة وعناية. نريد أن نحقق إضافة للغة الفن العام، ونحن جاهزون لهذه المهمة".
 
 
تشرح فضّة أنّ "حضور المتاحف والمؤسسات واضح، وسيكون البناء المؤسساتي، على أعلى وأسرع وجه، حاضراً في غضون فترة تقل عن عام واحد، ولعلّ النقص اليتيم متمثّل في عدم رؤيتنا تواتر الفن في الأماكن العامة وحضوره على شكل نشاطات في نطاق أوسع".

فكرة انطلاقة برنامج "الفن العام" هدفها الأساس إعطاء المجال للمؤسسات القائمة على هذه الأعمال سواء كانت حكومية أو غيرها. ستكون هناك جهة حاضرة للمساعدة في التوجيه والتسهيل ودراسة ما هو مناسب وما هو غير مناسب، وكيف يمكن تقديم المزيد من الإضافات. فهناك برامج كـ "بينالي أبوظبي" التي تشكل إضافات نوعية للفن العام وستعطي طابعاً حيوياً وحركياً للمدينة".

تمثّل أوّل الغيث، بعد إطلاق المبادرة الفنية الثقافية، في كشف النقاب عن "موجة" في المجمّع الثقافي في أبوظبي، وهو عمل فني إعلامي رقمي من إبداع المجموعة الفنية "d’strict". وعبر استخدام تقنية الوهم، تمت إعادة تركيب العمل الفني في شكل ثنائي البعد مع إنشاء موجات ثلاثية البعد متموجة في شكل متصاعد. علماً أنّه تم عرض هذا العمل للمرة الأولى على شاشة عملاقة في COEX K-Pop Square، سيول، كوريا الجنوبية.

بالنسبة إلى فضة، فإنّ "العيون كانت شاخصة على هذه اللوحة الفنية منذ العام 2020 خلال جائحة كورونا، وبدأنا بالتفكير في الطريقة المناسبة لاستحضار هذا العمل إلى أبوظبي".
 
وتلفت في هذا الإطار إلى أنّ "صنّاع العمل (d’strict) رغبوا بحضوره في موقع ثقافي، وهو ما نجحنا في فعله، إذ وضعت الموجة في ساحة قصر الحصن، خلف المجمع الثقافي. الإنجذاب لهذا العمل لم يكن عشوائياً، لأنه ليس ببعيد عن تاريخ أبوظبي، إذ أنّ الحصن كان مفتوحاً على البحر وبمثابة مركز ملاحي للسفن واستحضار اللوحة الفنية في هذه الطريقة إلى هذا الصرح التاريخي حمل معنى رمزياً".
 
 
 تؤمن فضة بثلاثية الفن والثقافة والحياة وتقول: "أنا أؤمن بتوجهات قادة هذا البلد نفسها، الثقافة والفن واستحضارهما في حياة الناس. هي مسيرة تقود نحو المستقبل والتقدم. فالتشكيل الثقافي هو تشكيل مدني، والتفكير الثقافي هو تفكير حر".
 
ويسهم "أبوظبي للفن العام" في الحفاظ على المساحات المعمارية والحضرية المهمة، وتعزيز قيمتها التاريخية والجمالية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية للمجتمع. ومن شأن ذلك أن يوسع طموحات مبادرة الحفاظ على التراث الحديث التابعة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والتي تحدد وتحمي وتحافظ على المواقع التي تروي الماضي القريب لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتقول فضّة، وهي أمينة المتاحف والمؤرخة الفنية: "بعد خمسين عاما،ً أرى أبوظبي تحفة المتاحف، حيث تصبح منطقة السعديات الثقافية في أوجها، بعدما تغزوها المتاحف، وصولاً إلى منار أبوظبي إضافة إلى 25 نسخة من بينالي الفن العام. بالتأكيد سيكون هناك نتاج ثقافي كبير وتاريخ من الناس والفنانين والطرقات الملوّنة بالفن وتحف فنية في كل الأماكن".

وراء هذا المدماك الفني الثقافي فنانات رائدات في هذا الفضاء الحر الذي يوفّره لهنّ قادة البلد، عملن لسنوات لأجل الاحتفاء بهذه اللحظة التي ستبني على تاريخ أبوظبي والمنطقة مكانة للثقافة... فـ"الامارات هي النساء، ونحن قادرات طالما العالم مفتوح أمامنا. المرأة حرّة في التفكير على اختلاف الأفكار والتوجهات. هذا هو التفكير الحضاري والواقعي الذي طالما آمن به قادة البلاد فعلاً وليس قولاً فتمسّكوا بمقولة أنّ النساء يشكّلن 50 في المئة من هذه القاعدة المجتمعية".

تتابع فضة: "مشارعينا كلها على قدم وساق، أعلنّا عن وجهتها في شكل رسمي وكل ما يُنجز ستسمعون عنه في شكل علني".

يُذكر أنه سيتم تخصيص استثمار بأكثر من 35 مليون دولار أميركي للمبادرة سنوياً لمواصلة رسالة دعم الصناعات الإبداعية في شكل عام من خلال الفن العام.
 


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium