النهار

من صُلب الأزمات... كليّة الحقوق في اللّبنانية تصدّر النجاحات
فؤاد بو غادر
المصدر: "النهار"
من صُلب الأزمات... كليّة الحقوق في اللّبنانية تصدّر النجاحات
الطلاب يستلمون شهاداتهم.
A+   A-
 
فازت كليّة الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية بالمركز الأوّل في المسابقة الوطنية للمحاكمة الصورية في القانون الدولي الإنساني والمحكمة الجنائية الدوليّة. استمرّت المسابقة ليومين بتنظيم من اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر ومنظّمة دياكونيا.

تخلّل هذه المنافسة تدريب المشاركين على كيفيّة المرافعة بالادعاء والدفاع عن القضايا المرتبطة بهذا القانون وإجراء البحوث اللازمة له. كذلك شارك في المسابقة التي تُقام للسنة الثانية ستّ كليات للحقوق من مختلف الجامعات في لبنان، وهي الجامعة اللبنانية بفرعي الحدث وزحلة، والجامعة الإسلامية في لبنان، وجامعة فينيسيا، وجامعة روح القدس الكسليك، وجامعة الحكمة.

"فوز جامعتنا شكّل لنا مصدر فرح وتفاؤل رغم كلّ المعاناة التي نمرّ بها"، بهذه العبارة اختصر أحد الفائزين موسى شيباني تجربته في المسابقة. فقد يكون من المفاجئ أن نسمع خبرًا سارًا عن الجامعة التي تمرُّ بأقسى الظروف، في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة ومسلسل الإضرابات المستمر.

تأهّل الفريق الفائز للمشاركة في المسابقة الإقليمية التي ستُجرى في العاصمة المصرية القاهرة في تشرين الأول المقبل. ويضمّ الفريق كلّاً من حنين الخليلي، التي فازت بجائزة أفضل مترافعة في المسابقة، وسارة طربيه، وقمر طالب، وموسى شيباني ومحمد يتيم.
خضع الفائزون لتدريبات مكثّفة لأكثر من شهرين قبل خوض المنافسة تحت إشراف الدكتورة ماري لين كرم. وقد تمّ اختيار الطلاب بناءً على مواصفات محدّدة أبرزها اجتيازهم لمادّة القانون الدولي الإنساني.

تشدّد الدكتورة في القانون الدولي ماري لين كرم على جهود الطلّاب رغم كلّ ما مرّوا فيه خلال فترة التدريب. "كانت الجامعة بحالة عدم استقرار تامّ قبل الإضراب، ولم يكن بإمكان الطلّاب حضور التدريبات، ممّا حتّمَ علينا اعتماد تطبيق "زووم" لتيسير أمورنا بالحدّ الأدنى". كذلك لم يتمكّنوا من الوصول إلى مكتبة الجامعة في حال حاجتهم لأيّ بحث علميّ.

من جهته يعتبر الطالب موسى شيباني أنّ هذه التجربة أضافت إليه معارف جديدة مهمّة، ويتطلّع للفوز بالبطولة الإقليمية مع زملائه. ويقول: "كان التحضير للبطولة صعبًا للغاية في ظلّ الأزمة التي تمرّ بها الجامعة اللبنانية. بعض الأحيان كنّا نتدرّب حتّى الساعة الرابعة فجرًا بالتزامن مع إجرائنا للامتحانات الفصلية".

وهنا تشير كرم إلى أنّ البعثة الدوليّة شعرت بمعاناة طلاب الجامعة اللبنانية بعدما ألقت كلمة في ختام المسابقة. وكان الفرق واضحًا بين طلّاب اللبنانية وطلّاب الجامعات الخاصّة من حيث الإمكانيّات.

يفتخر شيباني بالفوز الذي حقّقه مع زملائه، رغم كلّ المعاناة التي تعصف بجامعتهم المنهارة. فلم يرضوا الاستسلام للواقع، بل أعطوا الوقت الكافي خلال فترة التدريب وخطّطوا للفوز منذ بداية المسابقة. وأكّد أنّ من يثابر سيصل حتمًا لهدفه، وما حقّقه هو وزملاؤه ما كان ليحصل لولا جهود الدكتورة ماري لين كرم، التي تقول: "وضعت الطلّاب باتصال مع مختلف الخبراء الدوليين بحكم علاقاتي في مجال القانون الدّولي لتعويض النقص في التدريبات. استحقّ الطلّاب هذا الفوز بامتياز وصارعوا باللحم الحيّ، ولم تتمكّن الجامعة اللبنانية من صرف أيّ مكافأة ماليّة لهم بحكم الظروف".
رغم كلّ الصعوبات التي تمرّ على الجامعة اللبنانية من معاناة الأساتذة والطلاب وتدنّي قيمة الموازنة، لا تزال تصدّر نجاحات شبابيّة. فطلّاب هذه الجامعة باتوا نموذجًا مصغّرًا للشّباب اللبناني الذي يكافح في ظلّ الأزمة الراهنة ويحقّق الإنجازات.
كليّة الحقوق أثبتت أن الطلّاب بأقصى جهوزيّة لخلق النور في ظلّ العتمة الشّاملة، وهنا لا نقصد عتمة الكهرباء فقط.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium