خسرت رأس بيروت وجها مميزا من أبنائها، هو مختارها الطيب والمحب ميشال داوود بخعازي إثر أزمة قلبية حادة. تولى شؤون المخترة لأكثر من ١١ سنة بعد رحيل المختار السابق كمال ربيز.
ميشال بخعازي (ابو الميش) المختار المندفع والخدوم والمبتسم دائما الذي يحب المساعدة ويحضر لأجل الواجب والحق ومبدأ الاخوة. كل الذين عرفوه احبوه وكل الذين عرفهم أحبهم، إن غابوا وإن حضروا. لم يكن يرد احد خائبا. رأيته يقفل باب محله ليمشي مع صاحب حاجة، ميلا او ميلين وبفرح. كان يعرف الكثير عن راس بيروت وأهلها ويحب أن يتداول قصصها واخبارها مع الجميع بفخر واعتزاز. لم تثنه مهمات المخترة عن ان يكون فاعلا بكل نشاط يتعلق برأس بيروت وتقدمها وتطورها وامان اهلها، مضفورا بروح العيش الحقيقي الحضاري.
كان عضوا اداريا في "الجبهة الموحدة لرأس بيروت" وجل همه ان تسلك الامور مسلك خصال ومزايا اهل راس بيروت، اي الطيبة والتسامح والانفتاح. يحرص على الحضور والمشاركة في كل مناسبة او ندوة تتعلق برمز من رموز بيروت. اذكره معنا في اللجنة المنبثقة لتكريم الفنان شوشو (مع محمد كريم وفرح شيا وكاتب هذه السطور) وزرنا رئيس بلدية بيروت لتسمية شارع باسم الفنان الراحل. بدأ ميشال الاكثر تفاؤلا بيننا ورغم الوعود لم يحدث شيء. كان وكيلا لكنيسة سيدة النياح، المكحول (مع جورج قطوف) لاكثر من ثلاثين سنة. وبقي اللقب الاحب الى قلبه "مختار السيدة".
نفتقد المختار الصديق ميشال بخعازي وهو يغذ السير في شوارع راس بيروت لاجل عمل يرجى منه خدمة او فائدة انسانية او مدنية أو حضارية.- كان يليق برأس بيروت مختار مثله يعطي من ذاته لأهله ومدينته ووطنه. يعطي بلا هوادة كي يكتمل البناء ويتم القصد ثم ينسحب بخفر وهدوء.