النهار

توقيع بروتوكول استعادة لبنان قطعاً أثريّةً نادرةً في نيويورك... السفيرة عبير طه: سرقة الآثار إرهاب ثقافيّ
المصدر: "النهار"
توقيع بروتوكول استعادة لبنان قطعاً أثريّةً نادرةً في نيويورك... السفيرة عبير طه: سرقة الآثار إرهاب ثقافيّ
توقيع بروتوكول استعادة لبنان قطعاً أثريّةً نادرةً في نيويورك.
A+   A-
وقّعت السفيرة عبير طه (عوده) قنصل عام لبنان في نيويورك وشمال شرق الولايات المتحدة باسم الدولة اللبنانية (ووزارتي الخارجية والثقافة)، ومدّعي عام مدينة نيويورك آلفِن براغ Alvin L. Bragg في 7 أيلول 2023 بروتوكول إعادة 12 قطعة أثرية نادرة تعود إلى أكثر من ألفي عام كانت قد سُرقت من لبنان خلال الحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي وهُرِّبت إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في مبنى مكتب المدّعي العام وحضور المحقق المساعد في مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة (U.S. Homeland Security Investigation- HSI) توماس أكوسيللا ومساعد المدّعي العام ورئيس مكتب مكافحة سرقة الأثار الكولونيل ماثيو بوغدانوس وأعضاء فريق عمله.
 
في كلمته نوّه آلفِن براغ بالعلاقة المتينة بين السفيرة طه ومكتب المدّعي العام وفريق مكافحة سرقة الآثار بقيادة الكولونيل ماثيو بوغدانوس، واصفاً طه بـ"الشريكة المثالية في عملية إعادة الثروات الأثرية إلى الشعب اللبناني"، مشيراً إلى أنّ قيمة القطع الأثرية الـ 12 المعادة تفوق التسعة (9) ملايين دولار بحسب تخمين خبراء الآثار: "هذه القطع النادرة التي تمّ ضبطها في شقق خاصة ومستودعات ومتاحف كان يجب أن تكون في لبنان. وكما برهنّا على الدوام أنّه لا شبكات تهريب عصيّة علينا، وكلّ القطع الأثرية المهربّة عبر مانهاتن ستتمّ إعادتها إلى موطنها الأصلي".
 
بدورها قالت السفيرة عبير طه "هذا هو لبنان، لبنان الحقيقي، وجه لبنان الحضاري الذي نريد للعالم أجمع أن يراه: لبنان الفن، الجمال، الثقافة، التاريخ. لبنان السلام والانسجام بين الحضارات والثقافات. هذا الـ"لبنان" الأزلي الذي لن يموت". وشكرت طه مكتب المدّعي العام وفريق مكافحة تهريب الآثار بقيادة الكولونيل بوغدانوس واصفةً سرقة الأثار بـ "الإرهاب الثقافي الذي، صحيح أنه لا يريق الدم، إلّا أنّه يقتل روح الشعب والأمة" ورأت "أنّ من يسرق ثروات وآثار وطنه إنّما يسرق تاريخ الوطن وذاكرته وحضارته، وهذا عمل مخزٍ وجريمة ثقافية لا يوجد أحقر منها".
 
ولفتت طه في كلمتها إلى حفل التكريم الذي سيُقام في بيروت على شرف الكولونيل بوغدانوس برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء السيد نجيب ميقاتي ووزير الثقافة القاضي محمّد وسام المرتضى ، وكانت قد طلبت في مراسلاتها مع وزارتي الخارجية والثقافة بضرورة منح بوغدانوس أعلى وسام شرف في الجمهورية لجهوده الكبيرة في إعادة مجموعة كبيرة من القطع الأثرية اللبنانية على مدى سنوات.
 
 
وفي تصريح له في بيروت بمناسبة توقيع البروتوكول، نوّه وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى بعمل السفيرة طه وإسهامها الكبير في تمكين لبنان من استرداد تلك الآثار القيّمة وقال "انجاز استرداد آثارنا المسروقة من نيويورك كان بفضل إصرار وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار، وتعاون مساعد المدّعي العام في نيويورك بوغدانوس، والجهود الكبيرة التي بذلتها السفيرة عبير طه". وكان المكتب الإعلامي في وزارة الثقافة قد أعلن أنّ "فور وصول الفسيفساء من نيويورك إلى بيروت سيُقام حفل لمناسبة استعادة هذه القطع الأثرية التي كانت قد سُرِقت من لبنان خلال الحرب الأهلية، في حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والوزير المرتضى. وسيتخلّل الحفل تكريم كلّ من مساعد المدّعي العام بوغدانوس الذي أبدى تجاوباً منقطع النظير في التعاون لاسترداد الفسيفساء، وأيضاً تكريم السفيرة طه التي بذلت جهوداً جمّة طوال الفترة السابقة وكان لها الإسهام الكبير في تمكين لبنان من استرداد تلك الآثار القيّمة".
 
وفي كلمته خلال حفل التوقيع على البروتوكول، قال إيفان آرفيلو Ivan Arvelo المحقّق المساعد في مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة، نيويورك (U.S. Homeland Security Investigations – HIS New York) إنّ "إعادة هذه القطع الأثرية المسروقة، وبعضها يعود إلى نحو 2000 عام، هو شرف وامتياز كونه يعيد جمع الشعب اللبناني بجزء من إرثه الثقافيّ الغنيّ".

وكانت مسيرة استعادة القطع المسروقة بدأت في آذار عام 2020 باستعادة "رأس رومانيّ" نادر أكّد خبراء الآثار في كريستيز أنّه يعود للأمبراطور نيرون في شبابه، وتمّ التوقيع على بروتوكول إعادته في مبنى قنصلية لبنان العامة في نيويورك بين السفيرة القنصل العام د. عبير طه عوده والكولونيل بوغدانوس في خضمّ جائحة كورونا.
 
وتابعت السفيرة طه مع الكولونيل بوغدانوس تلك العملية الشائكة لاسترداد القطع المذكورة وترافقت العملية أخيراً مع صدور البطاقة الحمراء من قبل الإنتربول في حقّ جورج لطفي المتّهم بتهريب القطع الأثرية وهي:
 
1- فسيفساء إلهة الأرض غايّا تعود إلى القرن الخامس ميلاديّ.
2- فسيفساء تمثّل فصل الخريف تعود إلى القرن الخامس ميلاديّ.
3- فسيفساء تمثّل فصل الصيف تعود إلى القرن الخامس ميلاديّ.
4- فسيفساء تمثّل الإله نبتون وزوجته آمفيتريت يركبان عربة تعود إلى القرن الثالث ميلاديّ.
5- فسيفساء تمثّل عملاقاً تعود إلى القرن الخامس ميلاديّ.
6- فسيفساء تمثّل المحارب ديونيزوس تعود إلى القرن الثالث ميلاديّ.
7- فسيفساء تمثّل Lycurgus ملك تراقيا، وهو يقتل أمبروزيا Ambrosia، تعود إلى القرن الخامس ميلاديّ.
8- فسيفساء تمثّل الإله ديونيزوس (طفلاً)، وهو يمتطي أسداً ومعه أصحابه، تعود إلى القرن الثالث ميلاديّ.
9- فسيفساء تمثّل الإله ديونيزوس مع معلّمه تعود إلى القرن الخامس ميلاديّ.
10- تمثال رخاميّ صغير يمثّل التوأم الميثولوجيّ الأسطوريّ كاستور Castor يعود إلى نحو 400 حتّى 500 ميلاديّ.
11- تمثال رخاميّ صغير يمثّل التوأم الميثولوجيّ الأسطوريّ بولوكس Pollux يعود إلى نحو 400 حتّى 500 ميلاديّ.
12- تمثال برونزيّ صغير لرياضيّ فخذه منقوش، يعود إلى نحو 1 حتّى 5 ميلاديّ.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium