النهار

عرض لبعض الفائزين السابقين... كيف تُمنح جائزة نوبل للسلام؟
المصدر: "رويترز"
عرض لبعض الفائزين السابقين... كيف تُمنح جائزة نوبل للسلام؟
جائزة نوبل (أ ف ب، أرشيفيّة).
A+   A-
سيُعلن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 في السادس من تشرين الأول في أوسلو.

فيما يلي لمحة عن كيفية منح الجائزة:

* من يمكنه الفوز؟

وفقاً لوصية رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، ينبغي أن تذهب الجائزة لشخص "فعل أكثر أو أفضل ما يمكن لنشر الوئام بين الدول، وإلغاء انتشار الجيوش القائمة أو خفضه، والنهوض بمنتديات السلام".

ويمكن للآلاف أن يطرحوا أسماء: من بين أعضاء الحكومات والبرلمانات، ورؤساء الدول الحاليين، والأساتذة الجامعيين في مجالات التاريخ أو العلوم الاجتماعية أو القانون أو الفلسفة، وكذلك ممن سبق لهم الفوز بجائزة نوبل للسلام وغيرهم.

وهذا العام، يوجد 351 مرشحاً، وإن كانت القائمة الكاملة ستظل في خزانة بمنأى عن الأنظار لخمسين عاماً.

ومن بين المتوقع فوزهم هذا العام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمعارض الروسي أليكسي نافالني، لكن خبراء يستبعدون فوزهما بالجائزة.

فزيلينسكي قائد في حرب بينما ركزت اللجنة على روسيا العام الماضي، مما يقلّل من فرص الرجلين.

* من يقرّر؟

لجنة نوبل النرويجية التي تتألف من خمسة أفراد يعينهم البرلمان النرويجي هي من تقرر. ويكون أعضاؤها غالباً، لكن ليس دائماً، من السياسيين المتقاعدين. واللجنة الحالية ترأسها محامية وتضم أكاديميا.

والخمسة تختارهم أحزاب سياسية نرويجية ويعكس تعيينهم توازن القوى في البرلمان.

* كيف يقرّرون؟

يُغلق باب الترشيحات في 31 كانون الثاني. ويمكن لأعضاء اللجنة أنفسهم تقديم ترشيحات في موعد أقصاه الاجتماع الأول للجنة في شباط.

تبحث اللجنة كل الترشيحات وتضع قائمة قصيرة، ثم يخضع كل مرشح لتقييم مجموعة من المستشارين البارزين وخبراء آخرين.

وتجتمع اللجنة مرة كل شهر تقريباً لبحث الترشيحات، وتتخذ قرارها عادة في اجتماعها الأخير الذي غالباً ما يُعقد في بداية تشرين الأول.

وتسعى اللجنة للوصول إلى توافق في الآراء حول اختيارها، فإن لم تستطع ذلك، اتُخذ القرار وفقاً للأغلبية.

وكانت آخر مرّة انسحب فيها عضو للتعبير عن احتجاجه في 1994 عندما تقاسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الجائزة مع الإسرائيليين شمعون بيريس وإسحق رابين.

* من المرشحون؟

رغم أن القائمة الكاملة تبقى سرية، فإن من يرشحون أسماءها لهم حرية الإفصاح عن مرشحيهم.

ومن بين الأسماء التي تم الكشف عنها غريتا تونبري وزميلتها الناشطة البيئية فانيسا ناكاتي والسياسي المعارض الروسي المسجون فلاديمير كارا-مورزا، والمحتج الصيني بينغ لي فا.

ويقول الخبراء الذين يتابعون الجائزة إنّها قد تسلّط الضوء هذه المرّة على نشطاء حقوق الإنسان في عام يصادف الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وقد تسلّط اللجنة الضوء أيضاً على تغير المناخ ومكافأة حركة "فرايديز فور فيوتشر" (أيام جمعة من أجل المستقبل) التي بدأتها تونبري.

* ما الذي يحصل عليه الفائز؟

ميدالية وشهادة تكريم و11 مليون كرونة سويدية (994 ألف دولار).. واهتمام فوري من العالم.

وذات يوم قال كبير الأساقفة الجنوب أفريقي الراحل ديزموند توتو، الفائز بالجائزة عام 1984، إن نيل هذه الجائزة سيف ذو حدين. ونُقل عنه قوله في سيرته الموثقة "في يوم لا أحد يسمعني، وفي اليوم التالي أصبحت مصدر وحي".

* متى وأين يتم إعلان الفائزين ويقام حفل تسليم الجوائز؟

تعلن بيريت رايس أندرشن رئيسة لجنة نوبل النرويجية أسماء الفائزين يوم السادس من  تشرين الأول الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش في معهد نوبل النرويجي في أوسلو.

ويقام حفل تسليم الجوائز في مقر بلدية أوسلو في العاشر من كانون الأول، ذكرى وفاة ألفريد نوبل.
 
الفائزون السابقون بجائزة نوبل للسلام
 
فيما يلي عرض لبعض الفائزين السابقين بالجائزة، وشخص واحد لم يفز بها لكنه كان يستحقها.

* مارتن لوثر كينغ

كان زعيم حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة "أول شخص في العالم الغربي يظهر لنا أن النضال ممكن بدون عنف"، حسبما قال جونار يان رئيس اللجنة المانحة للجائزة في ذلك الوقت.

وأضاف أنه "أول من جعل رسالة المحبة الأخوية حقيقة في مسيرة نضاله، وأوصل هذه الرسالة إلى جميع البشر، وجميع الأمم والأعراق".

عندما كان في الخامسة والثلاثين من عمره، أصبح أصغر حائز على جائزة نوبل للسلام في ذلك الوقت.

أما الآن، فإن أصغر الفائزين بالجائزة هي الناشطة الباكستانية في مجال التعليم ملاله يوسفزي التي حصلت عليها في سن 17 عاماً وذلك في 2014.

* نيلسون مانديلا

منح جائزة نوبل للسلام كان مثار خلاف في العديد من الحالات، لكن الغالبية اتّفقت في عام 1993 على أن فوز مانديلا بالجائزة كان "أمراً بديهياً"، وفقاً لجير لوندستاد، أمين اللجنة النرويجية لجائزة نوبل آنذاك.

أمضى مانديلا 27 عاماً في السجن ومع ذلك استمرّ في المطالبة بانتقال سلمي لإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

لكن لوندستاد قال في مذكراته التي تعود لعام 2015 إن ما لم يكن بديهياً هو منح الجائزة بالاشتراك مع فريدريك فيليم دي كليرك، آخر زعيم أبيض لجنوب أفريقيا.

وقال كثيرون إنّ مانديلا كان يجب أن يفوز بها وحده، بينما قال آخرون إن مانديلا ما كان يستطيع تحقيق السلام بدون نظيره فيليم دي كليرك، حسبما روى لوندستاد.

وفي النهاية مُنحت الجائزة لكليهما لتشجيع الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في جنوب أفريقيا، الذي لم يكن قد اكتمل وقت تسليمها.

* هنري كيسنجر ولي دوك تو

من بين الجوائز الأكثر إثارة للجدل كانت تلك الممنوحة في عام 1973 لهنري كيسنجر الدبلوماسي الأميركي البارز ولي دوك تو من فيتنام الشمالية لتوصلهما إلى اتفاقات باريس للسلام في كانون الثاني 1973 والتي أكملت واشنطن بموجبها سحب قواتها من فيتنام الجنوبية.

وصدم قرار لجنة نوبل الكثيرين في ذلك الوقت إذ لعب كيسنجر دوراً رئيسياً في الاستراتيجية العسكرية الأميركية في المراحل الأخيرة من حرب فيتنام بين عامي 1955 و1975.

ورفض لي دوك تو الجائزة عازياً ذلك إلى أن السلام لم يتحقق بعد. واستقال اثنان من أعضاء اللجنة الخمسة احتجاجاً على ذلك.

ولم يسافر كيسنجر، الذي قبل الجائزة، إلى النرويج لحضور حفل تسليم الجوائز وحاول لاحقا إعادتها لكن بدون جدوى.

وأظهرت الوثائق الداخلية التي صدرت في كانون الثاني 2023 أن اللجنة آنذاك منحت الجائزة وهي على علم تام بأن حرب فيتنام لن تنتهي على الأرجح في أي وقت قريب.

* أونغ سان سو كي

واحدة من نساء قليلات فُزن بالجائزة، وكانت ضمن مجموعة من النشطاء في مجال حقوق الإنسان فازوا في التسعينيات بجائزة نوبل للسلام، وذلك لنضالها السلمي من أجل الديمقراطية في مواجهة الدكتاتورية العسكرية في ميانمار.

وعلى مدى سنوات، كانت تعتبر من أفضل الحاصلين على الجائزة، لكن الأمر تغير بعد أن نفذ جيش ميانمار عمليات قتل واغتصاب جماعي "بنية الإبادة الجماعية" وفقاً لتحقيق أجرته الأمم المتحدة.

وتعرّضت سو كي، التي كانت تقود حكومة ميانمار في ذلك الوقت، لانتقادات لعدم معارضتها علنا حملة القمع التي قام بها الجيش ضد الروهينغا.

وبعد انقلاب عسكري جديد في عام 2021، أُلقي القبض على سو كي مرة أخرى. وسو كي البالغة من العمر 79 عاماً مسجونة حالياً، ويقول ابنها إن حالتها الصحية تتدهور.

* المهاتما غاندي

أدرجته اللجنة على قائمتها الداخلية للمرشحين في خمس مناسبات مختلفة، وكانت مستعدّة لمنحه الجائزة في 1948، وهو نفس العام الذي اغتيل فيه، وفقاً لما قاله لوندستاد.

وكان بإمكان اللجنة منحه الجائزة بعد وفاته لكنها لم تفعل. ولم يعد ذلك الخيار مطروحاً في الوقت الحالي.

وقال لوندستاد إن السبب في ذلك ربما كان عدم رغبة اللجنة في الإساءة إلى بريطانيا، حليفتها الوثيقة والقوة الاستعمارية السابقة للهند، أو لأن أعضاء مثل هذه اللجنة ذات الطابع الأوروبي ربما اعتبروا سياسات غاندي "أجنبية" أو "مناهضة للحداثة".

وذكر أن العنف الذي صاحب تقسيم الهند وأسفر عن مقتل مليون شخص على الأقل وتشريد 15 مليوناً ربما لعب دوراً في ذلك أيضاً.

وكتب لوندستاد في مذكراته يقول "بين السقطات، يحتل المهاتما غاندي مكانة خاصة" على أي حال.

وأضاف "من المؤسف للغاية طبعاً أن المتحدث الرئيسي باسم اللاعنف في القرن العشرين لم يحصل على جائزة نوبل للسلام".

اقرأ في النهار Premium