رامي يمّين
إهدن، نحنُ أبداً، نَعود.
***
أعي جيّداً أنَّ الحياةَ ستعودُ يوماً إلى هذا الجرح، وستعودُ الألوان إلى نظري. هذا ما يبُقيني حيّاً. سيأتي الصباحُ الذي أصحى فيه وأجدُ نفسي في غرفتي دونَ أن تزورَني هموم.
***
تغطُّ من رأسكَ وتشعرُ بثقلكَ على هذه الأرض. هذا أنتَ، إنسانٌ حقيقيّ وموجود.
كلّ محاولاتك للهروب من نفسكَ قد فشلت.
عليكَ أن تذهبَ بهذا الجسد من هنا وأن تأتي به من هناك. ولا شيء يُذكَر.
***
منذ زمنٍ بعيد، شعرتُ بهجرة داخلي كان لا بدّ من أنْ أعترفَ بها. هي ساعدتني ودفعتني، لأتركَ كلّ شيءٍ وأمضي.
هجرَني العالم ومَن فيه من ناس. وفهمتُ بلحظة، كانت كأنّها أطول من باقي اللحظات، بأنّني لِوحدي.
لم يبقَ إلّا أنْ أهاجرَ أنا أيضاً إلى حيثُ أُصبح أقوى ما يُمكن أنْ أكون.
***
وصلنا متأخّرين قليلاً.
متأخّرون على الحب الذي كان ينتظرُنا وسافرَ قبل أن نفهمَ حاجتنَا له. متأخّرون على البيوت التي حفظتْ لنا كراسي وغرفَ نومٍ، وتسكّرتْ أبوابُها قبل أن نرجع. ومتأخّرون حتماً عن كلّ ما حدثَ ويحدثُ في غيابنا.
أكثر ما يصلنا على الوقت وباستمرار، هو الحزن.
***
ماذا فعلنا نحنُ البشر كي نستحقَّ الموسيقى؟
***
قليلٌ من الفرح فقط ونعودُ أطفالاً.