النهار

فسيفساء الأماكن (50): "نؤمن بأنّ الضوءَ لا يرحل إلّا ليعود"
المصدر: "النهار"
فسيفساء الأماكن (50): "نؤمن بأنّ الضوءَ لا يرحل إلّا ليعود"
اللوحة للفنان العراقي حسن عائد.
A+   A-
رامي يمّين

أنا كتلكَ الأرجوحة أسافرُ من قلبٍ إلى آخر. لا حياة لي من دون تكرار السفر والسفر المعاكس.
 
لا رائحة لي من دون الهواء الذي ألتقيه ذهاباً وإياباً.
 
وحدها الشمس تَعُدُّ لي السنين وتَخُطُّ التجاعيدَ في وجهي.
 
***
هناكَ ما يُشبهُنا في كلّ بقعةٍ من الكون. وما علينا إلّا بالتكَيُّف وليس بالتشَبُّث.
 
***
لو لم تكن المسافة لما كانت الضرورة للذهاب، ولما كانت إذاً الحاجة للعودة.
 
ولو لم يكن الوقت، لما كان الانتظار، ولا حتى النهايات.
 
‏لكنّ الغناء أيضاً ما كانَ ليكون، والقُبل الطويلة أو القصيرة. وما كنّا لنصرفَ وقتاً لكي نفهمَ بعضنا، أو أنفسنا، وما كنّا لنضحكَ معاً.
 
***
في هذه البلاد، نُقاتل من أجل الحب كما نقاتلُ من أجل كلّ شيء. حتى إذا انقطعت الكهرباء عن أنفاسنا. أو حتّى إذا وقعنا في الغيرة وأخافتنا عتمةُ الشك. نُضيء شمعةً ونؤمن بأنّ الضوءَ لا يرحل إلا ليعود، وأنّ الضوءَ أصلاً هو أنْ نكونَ معاً.
 
***
لنا حِيَلنا البسيطة التي نُمرّر بها الأيّام. نستخدمُها ما دامَ مرورُ الوقت هو دواءنا الوحيد.
 
***
لا خوف علينا، نحنُ الذين نطالُ السماءَ فوراً إذا اختلينا بأَنفسنا.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium