سهيل نجم
ما نفع شتاء أعزل
لا نار فيه
ولا خفة في يديه
فارغ من الأسئلة؟
وما ذا الماء
الذي يجري
خارج الخرائط
فيه لُجّة من غابة محترقة؟
عند العصر
تجمعت الغيوم حزينة هناك
كأنها خيول
تريد أن تركب الجبل.
بينما النهر يجري
حد أنه نسي أنه يجري،
والقرى النائية
تبوح ما تبوح
هاربة من صمتها
إلى صمتها.
ماذا تروم تلك الحشائش
تنزف حنيناً
وهي تصخب من هول
ما رأت؟
أنظر
ذي نوافذ مسدلة الوقت
تذرف قصصاً
عن رغبات مكتومة
طالما تجمدت
في العيون.
وتعال إلى ليل
ظل ينوح وينوح
من قبل أن يجرحه المطر.
لعل نثيثاً من الضوء
كان يداوي
ذلك الجدول من الذبول.
أيها الواقف على حافة اللهب
هل ينتمي هذا الشجر
إليك؟
أصابعك تشتعل
وأنت تزيح الانتظار
إلى الهاوية.
خذ ما لديك من مساء
واترك العربات الكسيحة
تتعثر بين تفاصيلها
العتمة.
ما الذي جنيته
وأنت تزرع الحكمة
وتحصد البحر؟
ثمة صدأ في الأعالي الأعالي
حيث الفراشات تهبط
سوداء، بلا أجنحة.
وثمة شتاء آخر
يلم أطرافه المقطوعة
ويلعن أيامه
الضائعة.
أين نذورك إذاً،
أين اللحظة الصهباء
وأين أين صبحك الأدرد
يغطي انكساره
بشمسه الخاوية؟
ها أنت تلوذ بموجة ليست لك
وتنحني لهواء لم يكن هواء
بل كان سعالاً مديداً
وتلاً من الذهب الزائف
وضفافاً ليست لها من ضفاف.
ها أنت تصحو وتنام
ثم تصحو وتنام وتصحو
عل دورة الأشياء تفضي
إلى الصعود أو الهبوط
سيان
لكن من دون أن تنثني راية الصباح.