النهار

بصمات لبنانيين برعوا في الخارج: رافعة لبنان في زمن الانهيار
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
بصمات لبنانيين برعوا في الخارج: رافعة لبنان في زمن الانهيار
الكاتب أمين معلوف.
A+   A-
في زمن الانكسار الموحش الحالي في لبنان، ثمة خطوات إنعاش تعيد إلينا الأمل بغد أفضل، بإشعاع كفايات أدبية وعلمية حملت معها لبنان إلى المحافل الدولية والعربية.
 
من لبنان إلى الأدب في فضائه الفرنكوفوني والعالمي. هذا هو حال الروائي والكاتب أمين معلوف، الذي انتُخب في تشرين الأول الماضي أميناً عاماً للأكاديمية الفرنسية مدى الحياة خلفاً لإيلين كارير دانكوس التي توفيت في آب الماضي، مسجلاً فوزه بـ 24 صوتاً على منافسه الكاتب جان كريستوف روفان الفائز بـ 8 أصوات.
 
سرّ معلوف، الذي تشغله اليوم معضلة صراع الثقافات في شرقنا المثقل بالهموم، أنه تجرأ على خوض تجربة الهجرة في توقيت مناسب جداً ليتآخى مع جمال اللغة الفرنسية وآدابها، لأن إقامته في فرنسا وإنفتاحه على أوروبا شكّلا فعلياً نقطة محورية تترافق مع طموحه الكبير لكل هذه النجاحات، التي انطلق فيها صحافياً من جريدة "النهار" متتلمذاً على يد المعلم غسان تويني قبل هجرته من لبنان إلى فرنسا في العام 1975.
 
لم يغب لبنان عن وجدان معلوف، الذي أجاب بعد فوزه بالمنصب عن مدى تأثر اللبنانيين بانتخابه لهذا المنصب، معبراً بالقول: "يسعدني إن حمل انتخابي القليل من الفرح للبنان، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يجتازها البلد".
 
نوابغ العرب
للشباب اللبناني المولع بالعلم وعلم البيانات قسط وافر من جائزة "نوابغ العرب"، وهي مبادرة أطلقها الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي، متوّجاً الأستاذ المشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا البروفسور اللبناني فاضل أديب بلقب "نوابغ العرب" عن فئة التكنولوجيا والهندسة تقديراً لبحوثه وابتكاراته في مجال الاتصال اللاسلكي وخصوصاً في التعرف على الأجسام والذبذبات خلف الجدران وتحت الأنقاض.
 
البروفسور فاضل أديب
 
النابغة الثانية، التي نالت لقب "نوابغ العرب" هي البروفيسورة نيفين خشّاب عن فئة العلوم الطبيعية تقديراً لإسهاماتها البارزة في مجال علوم الكيمياء والهندسة الحيوية والعلوم البيولوجية.
 
 
بعد أن أعلن الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي عن فوزها باللقب المذكور، عُلم أنها عميدة مشاركة في قسم الهندسة والعلوم الفيزيائية وأستاذة علوم الكيمياء في جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية - المملكة العربية السعودية، إضافة الى أنها واحدة من الفائزات بجائزة لوريال - اليونسكو للمرأة في العلوم عام 2017 لمساهمتها في اختراع مواد مهجّنة ذكية مبتكرة تهدف إلى توزيع الدواء، وتطوير تكنولوجيا جديدة لملاحظة النشاط المضاد للأكسدة بين الخلايا.
 
النابغة الثالثة على هذه القائمة هي البروفيسورة اللبنانية لينا الغطمة الفائزة بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العمارة والتصميم. وذكر الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي عبر منصّة "إكس": "نبارك للبروفيسورة لينا الغطمة فوزها بجائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم".
 
 
قدمت الغطمة أكثر من 65 مشروعاً معمارياً حول العالم من ضمنها متاحف ومعارض وأبراج في تصاميم، ارتبطت بثقافات العالم واستخدمت مواد من بيئتها المحلية.
وتدرّس البروفيسورة الهندسة المعمارية في عدد من الكليات والجامعات العالمية.
 
الصحة والطب النفسي
كما في العلم كذلك في الطب. فقد تم إنتخاب البروفيسور سامي ريشا أول طبيب نفسي لبناني عضواً في الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، منذ أن تأسست قبل نحو 200 عام. هذه المؤسسة المرموقة التي توازي مكانتها في مجال الطب أهمية الأكاديمية الفرنسية للغة.
 
البرفسور سامي ريشا
 
في الحصاد الطبي، تسلّم البروفيسور محمد موسى رئاسة الجمعية العربية للمسالك البولية خلال مؤتمرها المنعقد في دولة الكويت بعدما انتخب من قبل الجمعية في مؤتمرها الأخير، في حين إختار رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور فيصل القاق طبيب النساء اللبناني والباحث في الجامعة الأميركية في بيروت ليكون عضواً في مجموعة خبراء المنظمة ومجلسها الاستشاري لمدة 3 أعوام.
 
الدكتور فيصل القاق
  
بين المنقوشة والتراث
في المنحى المعنوي التراثي، شكل إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" منقوشة الزعتر على لائحتها للتراث غير المادي للبشرية خطوة لترسيخ الهوية اللبنانية، وذلك بعد أن رفع لبنان طلباً رسمياً في آذار 2022 للغاية المنشودة.
على وقع الانهيار الاقتصادي، جاء هذا التصنيف دليلاً جديداً على القيمة المضافة للمطبخ اللبناني التقليدي، ولاسيما أن اليونيسكو لاحظت في بيانها الصادر بعد هذا الإدراج أن "صلوات ترافق إعداد العجين التماساً لاختمار العجين فيقوم المسلمون بتلاوة بداية سورة الفاتحة فيما يقوم المسيحيون بتلاوة الصلوات أو رسم إشارة الصليب على العجين".
اللافت أيضاً ان البرلمان الكندي صوت بالاجماع على إقتراح قانون نص على أن يكون تشرين الثاني من كل عام مخصصاً للتراث اللبناني وتحديداً لنشر التقاليد اللبنانية والعادات التراثية في قلب المجتمع الكندي.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium