بلغت نيجيريا المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في ساحل العاج، بفوزها على جنوب أفريقيا 4-2 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1) على ملعب السلام في بواكيه في نصف النهائي.
وكانت نيجيريا في طريقها إلى حسم النتيجة في الوقت الاصلي عندما تقدمت بهدف لقائدها مدافع باوك أثينا اليوناني وليام تروست-إيكونغ (الدقيقة 67 من ركلة جزاء)، لكن جنوب أفريقيا التي أطاحت بالمغرب من ثمن النهائي، أدركت التعادل في الدقيقة الاخيرة عبر لاعب وسط ماميلودي صنداونز ثيبوهو موكوينا (90 من ركلة جزاء).
واستمر التعادل بعد التمديد، قبل أن تذيق نيجيريا غريمتها جنوب أفريقيا مرارة الخسارة بركلات الترجيح بحسمها في صالحها بفضل تألق حارس مرماها ستانلي نوابيلي الذي يلعب مع فريق تشيبا يونايتد الجنوب أفريقي، بتصديه لركلتين ترجيحيتين: الأولى لموكوينا والثالثة إيفيدنس ماكغوبا.
في المقابل، فشل حارس مرمى جنوب أفريقيا رونوين وليامس الذي تصدى لأربع ركلات ترجيحية في ربع النهائي أمام الرأس الأخضر في التصدي لأي ركلة جزاء، والركلة الوحيدة التي أهدرتها نيجيريا كانت الثالثة عندما لعبها مدافعها أولا أينا فوق العارضة.
وهي المرة الرابعة التي تتفوق فيها نيجيريا على جنوب أفريقيا في العرس القاري في أربع مواجهات بينهما حتى الآن.
وهو الفوز الخامس توالياً لنيجيريا في النسخة الحالية وتحديداً منذ تعادلها مع غينيا الاستوائية في الجولة الأولى.
وتلتقي "النسور الممتازة" الساعية إلى اللقب الرابع في تاريخها في النهائي الأحد المقبل على ملعب الحسن واتارا في أبيدجان مع ساحل العاج المضيفة أو الكونغو الديموقراطية اللتين تلتقيان لاحقاً على ملعب النهائي.
وبلغت نيجيريا التي خاضت نصف النهائي السادس عشر في تاريخ مشاركاتها، النهائي الثامن بعد أعوام 1980 عندما فازت باللقب الأول و1984 و1988 و1990 و1994 عندما توجت بلقبها الثاني و2000 و2013 عندما احرزت اللقب الثالث.
في المقابل، فشلت جنوب أفريقيا التي خاضت نصف النهائي الثالث بعد 1996 و1998 و2000، في فك العقدة النيجيرية وبلوغ النهائي الثالث بعد 1996 عندما فازت باللقب الأول والأخير لها على حساب تونس و1998 عندما خسرت أمام مصر.
وتلعب جنوب أفريقيا مباراة تحديد المركز الثالث السبت على ملعب فيليكس أوفويت-بوانيي في العاصمة.
"قمة السعادة"
وقال نوابيلي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة: "سعداء بهذا الإنجاز ولا استطيع إيجاد الكلمات للتعبير عن فرحتي، لكنني في قمة السعادة، ولا اعرف إذا ما كانت ستأتي لحظة أخرى أكثر سعادة من التي أشعر بها اليوم".
واستهل المنتخب النيجيري المباراة ضاغطاً بقوة بحثاً عن هدف مبكر بقيادة مهاجم نابولي الإيطالي فيكتور أوسيمهن الذي لعب أساسياً بعدما حام الشك حيال مشاركته بسبب آلام في المعدة، لكن سرعان ما استلمت جنوب أفريقيا زمام المبادرة وفرضت استحواذها على الكرة مع بعض الهجمات الخطيرة.
وأنقذ وليامس مرماه من هدف محقق عندما أبعد كرة عرضية لمدافع نوتنغهام فوريست الإنكليزي أولا أينا وهي في طريقها الى رأس أوسيمهن (13)، ردّ عليه سفيفيلو سيثولي بتسديدة بعيدة بين يدي الحارس نوابيلي (15).
وتصدى وليامس لرأسية مهاجم أتالانتا برغامو الإيطالي أديمولا لوكمان من مسافة قريبة اثر ركلة حرة جانبية (24).
وأهدر بيرسي تاو فرصة هز الشباك عندما تهيأت أمامه كرة أبعدها المدافع النيجيري داخل المنطقة لكن مهاجم الاهلي المصري سددها برعونة بين يدي الحارس نوابيلي (28).
وسدد مهاجم فولهام الإنكليزي أليكس أيوبي كرة قوية تصدى لها الحارس على دفعتين (37)، وردت جنوب أفريقيا بتسديدة لمهاجم أورلاندو بايريتس ماكغوبا أبعدها الحارس (39).
واندفعت نيجيريا في الشوط الثاني وحاولت مرات عدة من أجل ايجاد ثغرة في دفاع "بافانا بافانا"، وتابع أوسيمهن كرة برأسه من مسافة قريبة فوق العارضة (56)، قبل أن يقتنص ركلة جزاء بمجهود فردي داخل المنطقة تخلص من خلاله من اربعة مدافعين قبل أن يتعرض للعرقلة من مفالا فانبرى لها تروست-إيكونغ بنجاح (65).
وهو الهدف الثاني للقائد بعد ركلة جزاء الفوز على ساحل العاج في دور المجموعات.
وكاد ماكغوبا يفعلها بتسديدة قوية خادعة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر (75).
وأهدر لوكمان فرصة الضربة القاضية عندما تلقى كرة على طبق من ذهب خلف الدفاع من سامويل تشوكويزي، بديل موزيس سايمون، ففضل مراوغة الحارس وليامس الذي تصدى له في توقيت مناسب (84).
وفعلتها نيجيريا بعد دقيقة واحدة من هجمة مرتدة عندما تلقى كرة أوسيمهن كرة من تشوكويزي فتابعها داخل المرمى الخالي (85)، لكن الحكم المصري امين محمد عمر ألغى الهدف بعد استدعائه من حكم الفيديو المساعد "في أي آر" لاحتساب ركلة جزاء لجنوب أفريقيا قبل الهجمة اثر عرقلة تاو من البديل الحسن يوسف فانبرى لها موكوينا بقوة مدركا التعادل (90).
وكاد ماكغوبا يفعلها بتسديدة "على الطاير" من مسافة قريبة فوق العارضة (90+3)، وأهدر المدافع خوليسو موداو فرصة ذهبية لتسجيل هدف الفوز عندما ارتدت أمامه كرة من الحارس اثر لكرة حرة قوية لموكوينا لكنه لعبها بغرابة فوق العارضة (90+5).
وأنقذ وليامس مرماه من هدف بتصديه لتسديدة من زاوية صعبة للوكمان قبل أن يشتتها الدفاع (93)، وتابع تألقه بتصديه لتسديدة قوية لأوسيمهن (101).
واستهل أوسيمهن الشوط الاضافي الثاني برأسية فوق العارضة (106)، قبل أن يترك مكانه الى مهاجم نيس الفرنسي تيريم موفي (110).
وتعرض موفي إلى العرقلة من المدافع غرانت كيكانا اثر انفراد فطرد الأخير بعد اللجوء إلى "في أي آر" (116).