النهار

محطة جديدة من "فن الشارع" لمهرجان البستان عانقت بيروت بالحب والتوق الى الحياة
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
محطة جديدة من "فن الشارع" لمهرجان البستان عانقت بيروت بالحب والتوق الى الحياة
في قلب فن الشارع ( تصوير نبيل إسماعيل)
A+   A-
تجدّد الموعد مع مشهد موسيقيّ جديد على كورنيش المنارة، أراده مهرجان البستان الدولي مواكباً لصخب المدينة، ومبلسماً لتعب ناسها.

ملامح هذه المساحة بعثت في عروق الوافدين المهتمّين بالموسيقى والمارة -هواة الرياضة الصباحية- فرصة لاختيار إحدى زوايا العاصمة للتحرّر من الواقع المُتعب المثقل بالخيبات.

بعض من كانوا في خريف العمر شقّوا طريقهم حاملين بعض الكراسي الخشبية من منازلهم لأخذ قسط من الراحة، وتفادياً للوقوف ساعة وأكثر لدى سماع موسيقى وغناء ريبرتوار الأغنيات الفرنسية الجميلة، التي رافقت البعض في شبابه، وباتت للبعض الآخر محطة فرح واشتياق.
 
كلمات الأغنيات تضجّ بالحبّ، وبالشغف تجاه الآخر وكلّ شيء جميل...
تصوير نبيل اسماعيل
 

عازفان ومغنّ أوبراليّ برتبة باريتون، سيرجيو فيليغاس غالفن، عزف أخّاذ لفيليسيان بروّت، الذي جمع بين عشقه لكل من بيروت، التي زارها مرات عدة، وللأكورديون، تلك الآلة الموسيقية "رفيقته"، التي أظهر بواسطتها قدرته المذهلة على الجمع بين عدد من الموسيقيين "الكلاسيكيين" والمعاصرين،  و عزف آخر  لجوي كريستوف على آلة الكلارينيت الصادحة بإيقاع إنساني توغل في النفوس.

الريبرتوار مثّل "إبحاراً" من الزمن القديم الجميل إلى يومنا هذا. البداية كانت مع أغنية "زمن الكرز"، وهي أغنية من القرن الثامن عشر مدرجة في تراث الأغنية الفرنسية، التي سعى كبار المغنّين، أمثال جولييت كريكو، وصولاً إلى إيف مونتان، ومروراً بنانا موسكوري، لأدائها، بسبب كلماتها العابقة بالحبّ وعودة الربيع، فضلاً عمّا يطبعها من توق إلى التمرّد...
 
هل هي دعوة إلينا لنحيي الحبّ، ولنعلن عودة ربيع بيروت من خلال تمرّدنا على واقعنا المأسوي؟
إلى التانغو! هل تسمعون الموسيقى وصوت الباريتون سيرجيو فيليغاس غالفن، الذي كان يتواصل مع ناسه، كأنّه في حوار مباشر وواضح مع جمهوره. التانغو الأولى شعبيّة لكارلوس غارديل Por un a cabezza، الذي غزى العديد من المشاهد في أفلام سينمائية عدة منها لآل باتشينو، فباتت النوتات العلامة الفارقة لشغف الحب وصولاً الى رائعة "ليبرتانغو" لبيازولا، التي تأثر على نغم الكلارينت والتانغو نفس المشاهد على كورنيش المنارة.
 
 
 
بماذا نحلم وهل نجرؤ على الحلم؟ هل نبحث هنا في أفق هذا البحر عن حبيب! لم لا! فالحب قدر حتمي لكل واحد منا.
جاء الباريتون الوسيم سيرجيو فيليغاس غالفن الى الساحة موقظاً في نفوسنا شوقنا لأزنافور. صدح صوته الدافىء مع شرارات أشعة الشمس المبشرة بحلول آذار من خلال أغنية " لابوهيم"، التي أنشدناها معه، وصولاً الى بياف مع أغنية "الحياة باللون الوردي"، وصولاً الى أغنية بريفير لسيرج غانسبور مروراً بكلود نوغارو بأغنية " الحياة، العنف".
 
 
Twitter:@rosettefadel
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium