كرمت الحركة الثقافية انطلياس الدكتور ربيعة أبي فاضل في إطار المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ41.
أدارت الحفل الدكتور الدكتورة اسمهان عيد الياس التي أشارت إلى أن في رصيد ربيعة أبي فاضل ستين كتاباً في القصّةِ والنقدِ الأدبيِّ والشِعرِ الصوفيِّ، عدا المخطوطات"، ولفتت إلى أن "قلق الكتابة أوجعه، أَقضّ مضجعه، فشنّ حرباً شعواء على الحضارة الماديّة التي لا تعرف الإنسانيةَ، ولا القيم الأخلاقية ولا الحب".
وقالت إن "ربيعة أبي فاضل واجه المادة بالروح، فالتجأ الى التراث وتغنّى بالحريّة وقدّس الأرض ونبّه الى خطر زوال حضارة القرية والتراث وتألّم لما صار عليه واقع لبنان، لكنّه مؤمن، بأنَّ هناك خلاصاً".
ثم كانت كلمة للدكتور جورج شبلي أشار إلى أن "ربيعة أبي فاضل هو ابن الحضارتين، حضارة الصفوة التي كشفها الضّمير البشريّ، وقد نمت علاقة بين الرّجل وبينها، فكان سلوكه النّاهض على المحبّة والتّلاقي أَدلَ من أيّ ثَراء، وحضارة الكتابة في أحضان المعرفة التي اعتنقها، واغتذى من لبانها، فرشحت عنه كلمات أَسعدها الحظّ باستحقاق اسمه".
ثم تحدث الدكتور سليمان بختي عن معرفته بربيعة فاضل من خلال صحيفة "النهار"، وقال: "كان ربيعة كالظل ما أن يغزل الكلمة حتى يطرق النبض. وعرفته أديبا لأكثر من نصف قرن ولم يزل يندهش أمام المعرفة ويرق أمام الموقف الإنساني ويصفو ويحلق امام امداء الروح، وعرفته شاعرا يسابق الفجر كي يضيء الحكمة على الندى".
أضاف:" أما ربيعة ابي فاضل الناقد فحديث آخر ، وهمه أن يركض بين النص وابعاده ودلالاته كمن يسابق نفسه، همه أن يقرأ في النص ما لم يقرأ ويفتح فيه كل الامكانات والاحتمالات، وفي كل ذلك كان صادقاً وهذا سره".
وتابع:" هذا الرجل أعطى عمره لغيره وجلـس علـى ضفة النهر ليرى الأعمار والأرواح تزهـر فـي لجة الزمان والمكان وهو الناقد في سلسلة من كتبه، وبين الحكمة والبيان والتعليم الذي هو عبور إلى الآخر، وطد ربيعة أبي فاضل نفسه على حياة هي نتاج شوق ونزوع وعلى حصاد هو ثمار زرع طيب وانطلاقات".
وفي الختام تحدث المحتفى به عن تجربته "بين المغلق والمطلق"، وعن مسيرته منذ تخرجه من كلية التربية مرورا بحصوله على دكتوراه من كلية الآداب وصولاً إلى التعليم في الجامعة اللبنانية والكتابة في صحيفة "النهار".
وقال:"مع التّصعيد الممنهج في مشروعات الميليشيات، قرّرت أَن أَكون مختلفاً، وسلاحي اثنان: المعرفة، والشّغف بالجمال. وفي ظلّ تفاقم ظاهرة أضداد الخارج، عالجت ما ترسّب في الدّاخل، من مشادّات، بنعم التّخييل، والموسيقى الكلاسيكيّة، والصّداقة مع الأَرض، وإحياء علاقتي الديريّة، العرفانيّة، بالأَسيزي، وأُغسطينوس، والحلّاج، والغزالي، وعنترة والسّندباد، وتركت لاهوت الكتابة، والحضور والغياب معاً، يَنمو في لاوعيِي، ورأَيتني تلقائيّاً، أَنأى عن السّياسة، وأَفهم حقيقة ما يحدث، وأَزداد يقيناً بأَنّ خلاص المرء لا يأتي من الخارج وتجاذباته الدّامية، بل ينسج من داخل فيه كواكب، وفضاءات، ودفء، وطاقات، وأَشواق، وتجلّيات، كما في الكون الواسع، الرّائع".