كان عام 2022 بمثابة عودة إلى الحياة السابقة، واتّسم بالأحداث العالميّة العديدة كالحرب في أوكرانيا، وإلغاء قرار المحكمة العليا قضية "رو ضدّ وايد"، الذي شرّعت الإجهاض في الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى حالات الطقس التي تسوء سنة عن سنة جرّاء التغيّر المناخيّ، ناهيك عن الاحتجاجات والمظاهرات التي عمّت إيران، كان هذا العام مليئاً بالتحدّيات.
أمّا على الصعيد الثقافيّ، فبرز الفنّ والأزياء والثقافة كوسيلة تعبير، ورصدت شبكة "بي.بي.سي" في الآتي لحظات ومواضيع ثقافية طبعت العام الماضي.
الثقافة في صراع
حين غزت روسيا أوكرانيا في 24 شباط، تعرّض التراث الفنّي والثقافيّ في البلاد للتهديد، وسارع أفراد من القطاع العام والثقافيّ لحماية المتاحف والآثار من الهجمات، حيث وُضعت أكياس الرمل حول المعالم الأثرية في المدن في جميع أنحاء البلاد. ودُمرت العديد من لوحات ماريا بريماتشينكو، وهي فنانة تُعتبر أيقونة للهوية الوطنية الأوكرانية، بعد تعرّض متحف في منطقتها في إيفانكيف لهجوم من قبل القوات الروسية.
لكن بالرغم من الظروف، ولدت أعمال فنية جديدة- منها سبع لوحات جدارية لبانكسي.
العيون على ايران
في أيلول، أصبح قصّ الشعر جزءًا مهّماً من الاحتجاجات السياسية، حيث أخذت متظاهرات في جميع أنحاء العالم الشوارع على خلفية قتل مهسا أميني، يقمن بقصّ الشعر وحرق الحجاب في رسالة مباشرة تطالب بحريّة المرأة وسط قواعد نظام قمعية تشمل ارتداء الحجاب الإلزامي في الأماكن العامة.
ولاقت هذه الحركة تفاعلاً من قبل الفنانين، حيث رُسمت لوحة على الجدران تظهر فيها مارج سيمبسون وهي تقصّ شعرها الأزرق الشهير. كما وتحوّل "منتزه فرانكلين دي روزفلت" في أميركا معرضاً لصورة الفتاة الإيرانية نيكا شاهكارامي البالغة من العمر 16 عامًا، والتي توفيت بعد الاحتجاجات في طهران.
وفاة أيقونات ثقافيّة
لعّل أبرز أحداث هذا العام، وفاة الملكة إليزابيث الثانية في أيلول، وتهافتت عناوين الصحف لعنونة هذا الحدث التاريخيّ. ظهر إرثها بنوع من العمق، وكان من المستحيل الهروب من صورتها، في حين خلّد الفنانون والمصورون البريطانيون صورتها، نظرًا لكون حكمها كان أطول حكم في بريطانيا، ورمز الثبات والديبلوماسية والتوازن. لكن أعادت وفاتها ذكريات الحكم الاستعماري البريطاني العنيف، حيث سعى منتقدو الإمبراطورية القديمة إلى اعتبار إليزابيث رمزاً للقمع والاستبداد.
الناشطون البيئيّون يستهدفون أعمالاً فنيّة
في صيف هذا العام، رُشقت لوحة "الموناليزا "في متحف اللوفر الباريسيّ بقالب حلوى بالكريما، من دون أن تتعرّض لأيّ ضرر بفضل الزجاج الواقي الذي يحميها. وكانت اللوحات التي رسمها غوستاف كليمت وبابلو بيكاسو وساندرو بوتيتشيلي من بين العديد من اللوحات التي استهدفها ناشطون يطالبون بحماية البيئة.
وكانت مجموعة Just Stop Oil البريطانية، وراء هذه النشاطات بذريعة وضع الحدّ لتراخيص إنتاج الوقود الأحفوريّ.
وحُكم بُعيدها على بعض المتظاهرين بالسجن، حيث انقسم الرأي العام، واعتبر البعض أنّ هذه تصرّفات أبعدت العالم عن القضية.
عودة المزادات الفنيّة
عادت المزادات بشكل كبير مع تسجيل أغلى المبيعات على الإطلاق. ففي تشرين الثاني، بيعت المجموعة الفنية لمؤسس Microsoft الراحل بول ألين (التي تضمّ أعمال جورج سورات وفينسنت فان جوغ وبول سيزان) بأكثر من 1.6 مليار دولار - وهي أكبر عملية بيع لمالك واحد في تاريخ المزاد.
كما وأصبحت لوحة "Shot Sage Blue Marilyn" لآندي وارهول أغلى عمل فنّي في القرن العشرين، حيث بيعت بمبلغ يقدّر بـ195 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، أصبحت "Le Violon d'Ingres" للمخرج مان راي أغلى صورة في العالم مقابل 12.4 مليون دولار.
وحقّق الفنّان الهولندي بيت موندريان من القرن العشرين أفضل أداء شخصي له بعد وفاته، على اثر بيع إحدى قطعه التجريدية الشهيرة "التركيب رقم 2" في مزاد علنيّ بمبلغ 51 مليون دولار.