رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلًا برئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي المهندسة والأديبة ميراي شحاده حفل توقيع كتاب "كنز الأيقونات الملكيّة- العربيّة- البيزنطيّة في لبنان، الجزء الأوّل، دير سيّدة البِشارة للراهِبات الباسيليّات الشويريّات الملكيّات في زوق مكايل"( منشورات دار سائر المشرق) للمهندس المعماري نبيل يوسف نجم في أوديتوريوم مركز الرئاسة العامة لراهبات الباسيليات الشويريات الملكيات-زوق مكايل، في حضور حشد من القامات الدينيّة والسياسيّة والثقافية والاجتماعية، وعائلة المؤلف.
قدمت الاحتفال الأديبة الدكتورة سنا ريشا شقير بكلمة نوهت فيها بالكتاب الهادف إلى إعادة تراث الأيقونة والحفاظ على هذا الإرث.
بعد ذلك، شرحت الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الملكيات الأم ندى طانيوس في كلمتها ما يميز الأيقونات التي" تنتمي إلى مكان واحد لكنها تتنوع بتنوع المدارس التي تنتمي إليها."
وقالت إن "المهندس نبيل نجم هو جار وصديق بل ابن هذا الدير ارتاده مرارًا وكبر في حناياه وحفظ له أجمل وفاء وأصدق حنين، لذلك بقلم بسيط ومسؤول نجده يحاكي عالم الأيقونة. لقد غرف من بعض أبحاثه وتأملاته وذكرياته وقدم بتواضع أبعاد الرؤية التي تعبّر عنها الأيقونات التي تسكنه بأسلوب يفهمه أرباب القلوب النابضة حبًّا في عالم تشوّهت فيه الصورة الإلهيّة".
وأشارت إلى أن "هذا الكتاب هو ثمرة سنوات من البحث والتأمل وكلما سبرنا أغواره وجدنا أنفسنا أمام تاريخ عريق وأمام روحانية الأيقونات التي كتبت لتعكس غير المرئي لنا ولتعرفنا على العالم الإلهي".
بدوره، لفت رئيس بلديّة زوق مكايل الياس البعينو إلى أنه" ليس غريبًا أن يكون داخل كل دير كنز وإرث لا يقدران بثمن لأنهما يختزنان تاريخًا وأصالة وعراقة وتعبًا وسهرًا وإيمانًا وتقوى وتقشفًا وصلوات مما يجعل كلا منهما قيمة مضافة".
واعتبر أن "المميز أن نشهد صدور كتاب ثقافي متخصص في زمن القهر والحرب والأزمات ما يعكس عناد اللبناني وصموده وإصراره على المضي قدمًا في ميادين العلم والثقافة رافضًا كل مخططات إحباط أهل الفكر والإبداع".
ورأى أن تظهير هذه الأيقونات والإضاءة على قيمتها اللاهوتيّة "هو دليل ساطع على رسوخ الكاثوليكية في لبنان وعلى الرسالة التاريخية لدير سيّدة البِشارة للراهِبات الباسيليّات الشويريّات الملكيّات في زوق مكايل".
أما الأديب بيار ريشا فشدّد في كلمته على أن "الكتاب عودة إلى الينابيع وشغف بالأيقونة لاهوتيًّا وفنيًّا، وعودة إلى الكتاب المقدّس باعتبار أن الأيقونة هي الكتاب المقدس مكتوب بخط ولون".
وتابع "يتساءل المؤلف نبيل نجم هل ما زالت الأيقونة تهم أناسًا كثرًا؟ هل ما زال لها دور في الإيمان المسيحي؟ ثم يجيب يكفي أن يبقى مسيحيّ واحد يكّرم هذه الأيقونات فذلك كفيل باستمرارها وقيمتها".
من جهته اعتبر الأديب د. سهيل مطر أن "في كل أيقونة من الأيقونات الـ 31 رسالة وأمثولة لو نستطيع أن نقرأها بعمق ومحبة، بصدق لأن الأيقونة ليست للفرجة بل للدراسة والتعمق".
أضاف: "أعرف نبيل نجم منذ سنوات وأقدّر فيه بعض الجنون، فهو كبير العقل والجنون معًا يأخذنا بكتاباته وهندساته إلى اكتشاف حقيقة هويتنا بعيدًا من السياسة وروائحها ودهاليزها".
بعدها ألقت ممثلة راعي الاحتفال المهندسة الأديبة ميراي شحاده كلمة قالت فيها "واحد وثلاثون أيقونة ينقص من حبّات مسبحتك يا أستاذ نبيل اثنان حتى تجاور بها عمر المسيح. واحد وثلاثون أيقونة نقتدي في شعاعاتها ونلتمس جوهر المسيحية وهي المحبّة، وكم نحن اليوم أحرص إلى معموديّتنا من جديد وصقل نفوسنا باسم المحبّة، فالحياة جرداء قاحلة من غير محبّة والدنيا مظلمة من غير محبّة".
وأردفت "ننقل الريح في ملاحتنا إلى النور في مسيرتها إلى حياة أنقى مع كل من آمن قدر حبّة خردل وقال لهذا الجبل من الكذب والحزن والجراح أغرب عن طريقي أنا قوي بإله هذا الكون وما سلحني به من دقة قلب ورفة هدب كي أحب قريبي كنفسي كي نحب بعضنا البعض كما هو أحبّنا".
وقالت "ما كتابك هذا سوى ناقوس للعودة إلى الذات، إلى التأمل والإبحار في الحقائق الماوراء الوجود من خلال أيقونات مضمخة بحب المسيح، وما كتابك هذا سوى قرع أجراس للقاء الذات... لا خلاص إلا في انبثاق هذه الجداول الروحانية فينا لتجلي الغبار عن هذا الأديم...
بدوره ألقى المؤلف كلمة شكر فيها المشاركين في الاحتفال من متكلمين وحضور وكل من ساهم في الكتاب الذي تناول تجربته الخاصة ودور الأيقونة في حياته ومساهمتها في إعادته إلى الكنيسة."
ولفت إلى أنه تعلّق "بالأيقونة منذ أربع عشرة سنة وبعدما تعمق في دراستها صار لها دور في حياته، إذ عرف كيف يقرأها ويتأملها ويصل من خلالها إلى يسوع ويسمع صوت الفرح الإلهي في داخله، ويفكر في فلسفة المحبّة".