الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

البطريرك اسطفان الدويهي والشأن الوطني: لكأنّه رسم خريطة الطريق إلى الاستقلال

المصدر: "النهار"
Bookmark
البطريرك اسطفان الدويهي.
البطريرك اسطفان الدويهي.
A+ A-
البروفسور طانيوس نجيميُنعم الله على بعض الجماعات برجالات قادة يطبعونها بطابعهم الخاص المميّز، فيشكلون محطّة محورية في مسيرتها ويغدو التاريخُ قبلهم كأنّه مسارٌ إليهم، وبعدهم كأنه صنعُ يديهم. بين هؤلاء الرجال القادة، عند الموارنة، يحتلُّ البطريرك إسطفان الدويهي مقاماً مرموقاً فيه المثاليةُ الدينية والإشعاعُ الحضاري والاندفاعُ الوطني. نركِّزُ بحثَنا على تألّقِ الدويهي في ما يتعلّقُ بالشأن الوطني، من خلال إشاراتٍ معبّرةٍ في سيرتِه وكتاباتِه، تجلّتْ اقتناعاتٍ ثابتةً ومواقفَ صريحةً وجهوداً علميةً ثقافية: تعلّمية وتعليمية، ونشاطاتٍ هادفةً راعويةً واجتماعية .1- المواقف الوطنية الصريحة في سيرة الدويهياتخذ الدويهي، انسجاماً مع اقتناعاته الوطنية الثابتة، مواقفَ حياتيةً حاسمة، تدلّْ على شعورٍ مبكرٍ بالمسؤولية الجماعية واقتناع راسخٍ بدورٍ أكيدٍ، بل رسالة وطنية كان عليه القيامُ بها استجابةً لدعوةٍ كان يعتبرُ أن العنايةَ الإلهيةَ قد خصّتْه بها وأظهرتْها له عبرَ تدابيرَ ومعطياتٍ واقعيةٍ واكبتْ مسيرتَه الحياتية. أ-رفضُ عروضٍ مغرية للبقاء في روما الموقفُ الأولُ الحاسمُ كان رفضَه عروضاً مغريةً للبقاء في روما وتفضيلَه العودةَ إلى بلادِه. ما إن أنهى دروسَه بتفوّقٍ حتى انهالتْ عليه عروضٌ مغريةٌ ليبقى في روما. من أهمِّ تلك العروضِ، تعليمُ الفلسفةِ واللاهوت في الجامعاتِ الرومانية، الانتسابُ إلى رهبناتٍ أوروبية، الاهتمامُ بشأنٍ ثقافيٍّ لمصلحةِ أحدِ أغنياءِ إيطاليا لقاءَ أجرٍ ماليٍّ ٍ...-العودةُ إلى البلاد: فضّلَ إسطفان العودةَ إلى البلادِ على الرغم من الفروقاتِ التي قد تكونُ خطرتْ ببالِه بين عيشٍ رغدٍ في أوروبا والصعوباتِ التي قد تعترضُه في بلادِه من عيشٍ قشِفٍ ومضايقاتٍ واضطهاد. تعذّرَ سفرُه مباشرةً بعد انتهاءِ دراسته. ِفْاغتنمها فرصةً ذهبيةً ليغتنيَ بكلِ ما كان يجدُه في مكتباتِ روما ودورِها الثقافيةِ من وثائقَ أكملَ بها ما كان جمعَه طيلةَ دراستِه، تقميشاً لملفّاتٍ كان باشرَ بتنظيمِها تحقيقاً لمشاريعَ نهضويةٍ كان يحلَمُ بإنجازِها في وطنه. -ممارسةُ التعليم: رفضَ التعليمَ في جامعاتِ روما وتحقيقَ شهرةٍ علميةٍ في أوروبا؛ لكنه قبِلَ فورَ عودتِه بتعليمِ الأولادِ الصغار في بلدتِه ورمّمَ ديرَ مار يعقوب الأحباش...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم