يعود الجمهور للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات إلى مهرجانات بعلبك الدولية خلال الصيف، بعد غيابه في العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، في حدث شدّد منظموه على أنه "مقاومة ثقافية" في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في لبنان.
وأكدت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج في بيان أن إقامة الحدث الذي يشمل أربع حفلات ويمتد من 8 تموز إلى 17 منه، "في هذه الأوقات التي يشهد فيها لبنان أزمات متتالية"، يمثّل "تحدياً وشكلاً من أشكال المقاومة الثقافيّة".
وذكّرت بأن مهرجانات بعلبك الدولية "حرصت مدى السنوات الماضية على أن تحافظ على دورها كمنارة ثقافية وتكيفت مع القيود التي فرضتها الجائحة ومع الواقع الاقتصادي المستجد في البلاد"، من خلال الاكتفاء ببث حفلتَي دورتَي 2020 و2021 على محطات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح محافظ منطقة بعلبك - الهرمل بشير خضر أن "الحياة ستعود هذه السنة إلى بعلبك" التي "اشتاق أهلها إلى المهرجانات"، معتبراً أن الحدث العريق الذي أقيم للمرة الأولى عام 1955 يشكّل هذه السنة "بصيص أمل ومساحة للفرح رغم كل الظروف".
ويعود الجمهور بالفعل "إلى أدراج معبد باخوس"، بحسب دو فريج بعدما استقطبت نسختا المهرجان الافتراضيتان "أكثر من 17 مليون مشاهَدَة"، على ما أوضحت.
ويفتتح المهرجان في 8 تموز بحفلة هي بمثابة تحية "للموسيقى والأغنيات اللبنانية التراثيّة"، بحسب ما وصفتها دو فريج، تحييها المغنية اللبنانية سميّة بعلبكي، فيما يتولى إدارة الأوركسترا المايسترو لبنان بعلبكي.
واستكمالا "لالتزام المهرجان دعم المواهب الشابة"، تطل في 10 تموز فرقة أدونيس التي تعنى بموسيقى البوب- روك .
وطُعّم المهرجان بأمسية فلامنكو وجاز في11 تموز مع عازف الغيتار والمؤلف الإسباني خوسيه كيفيدو بوليتا في حفلة عنوانها "كواتيكو تريو"، يرافقه فيها غناءً رافاييل دياوتريرا وعلى الإيقاع كارلوس مورينو.
ويُختتم الحدث في 17 من الشهر عينه بحفلة أُعدّت خصّيصاً لمهرجانات بعلبك، بتوقيع عازف البيانو اللبناني - الفرنسي سيمون غريشي الذي كان وراء مبادرة إقامة حفلة لدعم مهرجانات بعلبك في معهد العالم العربي في باريس في كانون الأول المنصرم.
وترافق غريشي الراقصة الإيرانية رنا غرغاني والمؤلف الموسيقي الإيطالي جاكوبو بابوني شيلينجي.