يقول الشاعر الفرنسي لويس أراغون إنّ "تفاؤل هنري ماتيس هو الهدية التي قدمها لعالمنا المريض، ومثال لمن ينغمس في العذاب ".
منذ شبابه أظهر هنري ماتيس الجرأة والمثابرة في مجال الإبداع والفنّ. وعلى
الرغم من اعتراضات والده غادر إلى باريس للالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة، حيث رسب في اجتياز امتحان القبول. لكن ذلك لم يخفف من عزمه وثقته بنفسه، بل جعله من أهم الفنانين في القرن العشرين.
هنري ماتيس أحد أساتذة فن القرن العشرين، فنان فرنسي، اشتهر باستخدامه الألوان النابضة، وبإنشاء المدرسة الوحشية (fauvism)، فضلاً عن شهرته في الرسم كان صانع طباعة ونحاتًا، تميّز برسماته الغريبة، وكان فنّه انعكاساً لشخصيته.
(لوحة "الغرفة الحمراء"، 1908)
يُقارن عمله بكلّ من بيكاسو ومارسيل دوشامب، وهو واحد من الفنانين الثلاثة الذين ساعدوا في تحديد التطورات الثورية في الفنون التشكيليّة خلال العقود الأولى من القرن العشرين، بالإضافة إلى المساهمة في تشكيل تغيرات جذرية في أسلوب الرسم والنحت.
في البداية كان يُطلق عليه اسم Fauve أي "وحش بري"، إلا أنه بحلول عشرينيات القرن الماضي، تم الترحيب بأسلوب فنّه الغريب الذي تضمّن نكهة كلاسيكية من الفنّ الفرنسي. اكتسب شهرته لاتقانه اللغة التعبيرية فيما يخصّ الألوان والرسم، وأصبح شخصية رائدة في الفن الحديث.
(لوحة "حزن الملك" 1952)
أقام معرضه الفردي الأول في معرض "أمبرواز فولارد" عام 1904، لكن لم يحضره أحد، وكان أسلوبه يعتمد بشكل أساسي على الألوان المعبّرة والنابضة، وظهر هذا الأسلوب في صيف 1904 في سانت تروبيز مع رسمته " Luxe, Calme et Volupté "، في حين تميّزت لوحاته بالأشكال المسطحة والخطوط المضبوطة.
(لوحة Luxe, Calme et Volupté،1904)
ويقول الرجل الأعمال الأميركي ديفيد روكفلر، إنّ ماتيس أنهى مسيرته الفنيّة بتصميم نافذة من الزجاج الملون مثبتة في شمال مدينة نيويورك، وكتب: "كان هذا هو إبداعه الفني الأخير كان النموذج على جدار غرفة نومه عندما توفي في تشرين الثاني عام 1954".
كنيسة الاتحاد في بوكانتيكو هيلز.