النهار

مؤتمر "مشق" للخط والتيبوغرافيا العربية: بيروت تستعيد المبادرة الثقافية
المصدر: "النهار"
مؤتمر "مشق" للخط والتيبوغرافيا العربية: بيروت تستعيد المبادرة الثقافية
A+   A-
أطلقت وحدة الحرف العربي Arabic Type Unit في قسم التصميم الغرافيكي في الجامعة الأميركية في بيروت النسخة الأولى من مؤتمر «مشق»، المتخصص في الخط والتيپوغرافيا العربية. المؤتمر هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في تقديم المؤتمر، قالت الپروفسورة المساعِدة يارا خوري إن إسم المؤتمر هو إشارة إلى ممارسة إطالة أشكال الحروف العربية بحيث تمسي «ممشوقة»، وإنه في الآن ذاته إشارة إلى التمارين التي كان طلاب الخط العربي يقومون بها في نسخ نتاجات الاساتذة، «ولما كان الهدف من هذا المؤتمر هو متابعة هذا الإرث من نقل المعرفة، والانتقال بالحرفة من الممارسة الصماء إلى الخبرة القابلة للتعميم، ارتأينا الإشارة إلى المشق».

استضاف المؤتمر ١٥ متكلمة ومتكلمًا حول "ممارسون وممارسات في الخط والتيپوغرافيا من الجيل الأول" و"ممارسون وممارسات في الخط والتيپوغرافيا من الجيل الثاني" و"مؤرخون ومحللون في الخط والتيپوغرافيا"، فضلًا عن غيورغ زايفرت، في مجال الهندسة الرقمية لبرامج تصميم الخط الطباعي.

تناول إميل منعم (لبنان) مثلًا تجربة تصميم صحيفة «الأخبار»، فيما تطرقت نعيمة بن عايد (تونس-فرنسا) إلى الپيداغوجيا المعاصرة لتصميم الخط الطباعي العربي، وتكلم سالم القاسمي (الإمارات العربية المتحدة) عن دور المصمم الغرافيكي في تسهيل التواصل الثقافي؛ وكان لافتًا استضافة المؤتمر للخطاط سمير الصايغ (لبنان) الذي عرض في مداخلته مسيرته في الخط كما في الخط الرقمي، فضلًا عن الفنان التشكيلي والمصمم التيپوغرافي كميل حوّا (لبنان)، الذي تناولت مداخلته بعض الأفكار النقدية عن التجربة الفنية، كالعلاقة بين الحرف العربي والفن التشكيلي العربي.

اعتبر حوّا أن «مشق» بمثابة محطة مفصلية في المشهد التيپوغرافي العربي، نظرًا لانخراط جيل كامل من الشباب والشابات في هذه الحرفة، «بزخم وحماسة ومهارة جعلتني أطلق عليها صفة ربيع الحرف العربي»، مشيرًا إلى أن «يوماً واحداً يقضيه أحدنا على إنستغرام، كاف لاستعراض عشرات المحاولات الخطية والحروفية بتنويع لم يسبق له نظير".

شاركت في المؤتمر تسع دول وشهد أربعة نشاطات هي معرض لأفضل ١٠٠ ملصق عربي (الدورة الثالثة)، ومسابقة غرانشان لتصميم الحروف الطباعية بنسختيها الـ١١ والـ١٢، وورشة عمل لعزّة علم الدين حول المزاوجة التيپوغرافية للشعارات العربية-اللاتينية، وورشة عمل لغيورغ زايفرت حول كيفية استخدام برنامج GLyphs الرقمي. وقد اتاح المؤتمر للمشاركين وللمشاركات أن يساهموا فيه فضلًا عن الاطلاع والتلقي.

مؤتمر «مشق» للخط والتيپوغرافيا العربية في نسخته الأولى دليل على أن بيروت لا تزال قادرة - أو ربما هي استأنفت القدرة - على وضع نفسها على الخريطة العالمية، وعلى المبادرة الفنية الاحترافية. العين الآن على «مشق ٢» في العام المقبل، وعلى قدرته على تخطي ذاته آنذاك.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium