افتتحت الفنانة اللبنانية ياسمين دبوس معرضها الفني في الولايات المتحدة تحت عنوان "إذا اضطررت للمغادرة تحت القصف ماذا ستأخذ معك؟" وتمحور موضوع المعرض حول الأغراض التي يضطر اللاجئون أخذها معهم عند مغادرة منازلهم قسراً تحت القصف، وذلك يوم الجمعة في 3 شباط في "هيلير غاليري" في العاصمة الأميركية واشنطن.
وأوضحت دبوس أن الأعمال الفنية في المعرض تجسد قطعة واحدة أو أكثر من أشياء قد يحملها اللاجئون معهم، وهي أغراض تستخدم يومياً لكنها تصبح فجأة بالغة الأهمية وصلة الوصل الوحيدة بين الماضي والمستقبل، بحيث يعتمد عليها هؤلاء الأشخاص في ظل مستقبل مجهول ينتظرهم.
أما الأعمال المعروضة فتتألف من 12 مرتبة صغيرة الحجم، تتضمن أغراضاً متنوعة خاصة باللاجئين ومطرزة يدوياً بدقة وإبداع. وأوضحت دبوس قائلة: "لقد اطلعت كثيراً قبل إنجاز أعمالي الفنية على العديد من الصور، وبحثت في المقابلات والمذكرات الفردية، وتحدثت إلى بعض اللاجئين في بيروت، فجمعت بذلك 12 موضوع عمل فني لـ12 قطعة أُخذت بالفعل وعلى عجل أثناء المغادرة.
وقد تضمنت تلك المطرزات عقد صداقة من سوريا، قماش مطرز من التراث الفلسطيني، هاتف محمول من اليمن، عنزة من مالي، كتاب جغرافيا من جمهورية أفريقيا الوسطى، غالون ماء من رواندا، حبوب بروبيتول من أفغانستان، آلة كمان من ميانمار، صورة عائلية من فنزويلا، دبدوب من أوكرانيا و لهّاية أطفال من كوسوفو.
ولفتت دبوس إلى أنها لم تستطع أن تنسى صورة لاجئين يغادرون إدلب في سوريا، حاملين معهم فرش ملونة بنقوش مختلفة، مضيفةً: "تلك المراتب بالنسبة إليهم أصبحت في تلك اللحظات بمثابة المنزل والأريكة والسرير وهي تعجّ بالألوان الجميلة وسط هذا المشهد القاتم الذي يكسر القلوب".
بالإضافة إلى أعمال التطريز الفنية، يضم المعرض كذلك 15 قلادة من الحلي الفريدة من نوعها والمصنوعة من المينا والمكرمية والقطع الثمينة التي جُمعت من بلدان مختلفة. وتعبّر تلك القلادات عن مفهوم الحرب والحدود الفاصلة والاستقرار الذي يسعى إليه اللاجئون بعد مغادرة بلداتهم. كذلك يتخلل المعرض عرض شرائح لصور واقعية للاجئين، ويطلب من كل زائر أن يقوم بكتابة الأشياء التي قد يأخذها معه لو اضطر إلى المغادرة قسراً، على دفتر ملاحظات خاص أعد لهذه الغاية.
وأعربت دبوس عن أملها في إعادة تسليط الضوء على عودة اللاجئين إلى أوطانهم، مضيفةً: "إننا شاهدنا جميعاً مغادرة هؤلاء منازلهم، ولكن سرعان ما أصبحت تلك القصص مجرد إحصاءات، فإذا سألنا أنفسنا عن الأشياء التي قد نحملها معنا في ظروف مماثلة، سندرك مدى صعوبة الأمر وحجم المأساة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون".