إذا بحثتَ في المنجد الإلكتروني "غوغل" عن فرقة "بلاك آلي" Black Alley، تجد تعريفاً أنها اعتمدت أفضل الإيقاعات الملتهبة في كل من موسيقى الروك والهيب هوب والـ"غوغو" الشعبية لإعداد نمط موسيقي خاص بالفرقة عُرف بـ"Hood Rock".
ويورد "غوغل" أن النمط الموسيقي يتحدى واقعنا من خلال كلمات الأغنيات التي تتوغل عبر الموسيقى في روح السامعين من خلال مد جسور حوار معهم يتفاعل دورياً مع وقْع عزف أعضاء الفرقة على آلالاتهم...
في برنامج الفرقة، التي لبّت دعوة السفارة الأميركية في بيروت إليها، إحياء ثلاث حفلات في كل من صيدا والشوف وبيروت، وتنظيم ورش تدريبية في مناطق عدة لتعزيز دور الموسيقى في خلق مساحة تعبير وتواصل بين الناس.
وقد تغير السبت الماضي البرنامج التدريبي والموسيقي للبرنامج الدولي El Sistema بنسخته اللبنانية من خلال تنظيم حفل موسيقي للفرقة المذكورة مع حضور وبوقت محدد لفرقة الكورس وبعض عازفي البرنامج مع الفرقة، في محاولة أرادها مهرجان "بيروت ترنّم" لإثبات "جدوى" برنامج بنسخته المحلية.
هذا البرنامج، الذي دعمته السفارة الأميركية في بيروت، هو محطة أرادها القيّمون على مهرجان "بيروت ترنّم" فرصة لجعل الموسيقى والغناء في متناول اليافعين، ولاسيما مَن هم من بيئات متواضعة.
تكاملت تفاصيل المشروع مع مبادرة جامعة الحكمة، التي وفّرت مسرحها لتمارين أسبوعية إيماناً منها بدور الموسيقى في صقل شخصية الفتيان والفتيات الـ 170 المشاركين في هذا البرنامج...
من الحضور في الحفل القائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد مايكليز، رئيسة جامعة الحكمة الدكتورة لارا البستاني، مديرة مهرجان "بيروت ترنم" ميشلين أبي سمرا. ويسجَّل أيضاً إندفاع أولياء التلامذة ومعلمي الموسيقي والغناء، الذين يقصدون صباح كل سبت ومنذ شهرين، مسرح جامعة الحكمة - فرن الشباك لمتابعة سير التمارين الموسيقية والغنائية...
وعكست مجريات الحفل الموسيقي لفرقة "بلاك آلي"، عطش شبابنا الى الرقص والغناء لأنماط إيقاعية تشبه الحرية، وهي إكسير الحياة ومعنى الوجود.
هذا الحفل قرّب المسافة بين الحاضرين الذين رقصوا جالسين على مقاعدهم بفرح وسط موسيقى ذكّرتنا بأيام عشناها ولو بنمط متقطع في طفولتنا.
كيف شارك الجيل الناشىء في هذا الحفل؟ مدير البرنامج في مهرجان "بيروت ترنّم" ريتشارد عازوري شرح لـ"النهار" أن الكورس قدم أغنية أجنبية بقيادة المايسترو زكار كيشيشيان وعزف زوجته كاميلا، والذي يعكس جدية التمارين لتشكيل كورس تمهيداً لبداية مسيرته، إضافة الى عزف مجموعة من الفتيان والفتيات على آلات الكمان وآلة التشيلو "الأخ الأكبر للكمان" مع الفرقة خلال أداء أغنية "هيوستن".
ريبرتوار "بلاك آلي" حكى عن حال الكون وناسه، منفرداً بمغازلة الطبيعة وجمالها، ومتخطياً الحزن ببسمة أعضائه...