النهار

"دار الحوار" تحيي الذكرى العاشرة لبيار صادق
المصدر: "النهار"
"دار الحوار"  تحيي الذكرى العاشرة لبيار صادق
"دار الحوار" تحيي الذكرى العاشرة لبيار صادق.
A+   A-
في الذكرى العاشرة لرحيل رسّام الكاريكاتور بيار صادق، نظّمت "دار الحوار" ندوة فكريّة حوارية لتكريمه واستخلاص العِبر من رؤيته التي تُرجمت برسومات كثيرة... حضر الندوة، إلى عائلة بيار صادق، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أنطوان مراد، النائبان ملحم رياشي ومارك ضو، وزير الإعلام سابقا وليد الداعوق، رئيس "نادي الصحافة" بسام أبو زيد، الشاعر هنري زغيب، مؤسس "دار الحوار" بشارة خيرالله وأعضاء لجنة الدار وعدد من الفاعليات.

وتلا مؤسس "دار الحوار" كلمة الشاعر عقل العويط الذي تغيّب بداعي السفر، جاء فيها: "أحسنُ ما فيه، بل أجملُ ما فيه، بل أنبلُه، أنّ بيار صادق لم يوظّف الذكاء الفنّي الخطير في خدمة الشرّ، ولا في خدمة الاستبداد، ولا في خدمة الفساد، بل في خدمة الأفكار والقيم التي آمن بها، وفي مقدمها الحرّيّة، وما يحفّ بها من خيرٍ وجمالٍ وأنسنة، ومن مستلزماتٍ وطنيّةٍ وسياسيّةٍ ومجتمعيّة. لقد أدرك بيار صادق، بموهبته الرؤيوية النفّاذة، أنّ الكاريكاتور، الذي كان ملعبَه الأثير، هو فنٌّ ماكرٌ للغاية، بما يُظهِره من معنىً قريب المتناول، هو الجانبُ البيِّن والظاهر منه، وبما يستبطنه من رموزٍ وإيحاءاتٍ وأبعادٍ ودلالات، وهو المستورُ الخفيُّ فيه. على هذين الحبلَين الدقيقَين المرهفَين، كان بيار صادق يلعب لعبتَه الخطيرة، ويمارس فنّه الذكيّ، منخرطًا حتّى العظم في قيادة الرأي العامّ، ومضطلعًا بدوره الثقافيّ - المجتمعيّ - السياسيّ - الوطنيّ، الشديد التأثير والفاعلية والجدوى".

الشاعر هنري زغيب استذكر مراحل كثيرة من بدايات بيار صادق في مجلة "الرسالة" التي أصدرت عددها الأول في كانون الثاني سنة 1955، ثم كيف كانت الناس تبدأ بقراءة جريدة "النهار" من الصفحة الثامنة حيث يرسم بيار صادق رسمته، مرورًا بابتكاره للرسم الكاريكاتوري المتحرك عبر شاشة التلفزيون، واصفًا بيار صادق بالمبدع الذي اعتمد المعادلة الأميركية Less Is More (الأقل هو الأكثر)، والتي استطاع بيار صادق إيضاح الرموز التي كان يرسمها بأقل عدد من الخطوط.

وشددت السيدة غادة صادق أبيلّا في كلمتها على دور والدها في مراحل سياسية عدة وكيف كان يتعامل مع التهديدات السياسية التي طاولته شخصيًا وطاولت عائلته، وكان يردد دومًا أن صداقته مع السياسيين كافة، لم تمنعه يومًا من انتقادهم، لكن سرّ نجاحه كان بسبب كثرة الأحداث في لبنان، والتي تتطلب كثافة في رسم الكاريكاتور.

بدوره شدد مؤسس "دار الحوار" الاعلامي بشارة خيرالله على أهمية بقاء مسيرة بيار صادق راسخة في وجدان الجيل الذي عرفه وتابع مواقفه عبر الكاريكاتور اليومي في الجريدة والتلفزيون، آسفًا لعدم وجود أمثاله اليوم في الجيل الشاب، وداعيًا إلى ضرورة إيجاد وخلق ودعم نماذج جديدة من بيار صادق تنتمي إلى جيل الشباب.

من جهته، اعتبر النائب رياشي ان الكلام عن بيار صادق قليل بالمقارنة مع حجم السرعة التي كان يرسم فيها الكاريكاتور، لكن أهمية الكلام عنه تأتي كونه بحجم الخلود الذي يتركه المفكر والشاعر والمبدع بعد انتقاله إلى الجهة الثانية، مشددًا على الدور الذي لعبه بيار صادق في كتابة التاريخ الحديث، في صناعة الكلمة بالرسم وصناعة الرسم بالكلمة، وتأريخ لبنان بالرسومات الكاريكاتورية. وكشف رياشي انه سوف يعمل مع زميله النائب ضو على إعداد اقتراح قانون وتقديمه إلى مجلس النواب لرعاية آثار المبدعين أمثال بيار صادق وتخليدها.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium