النهار

الأعمال الأدبيّة في أغنيات تايلور سويفت محور صفّ لطلاب الماجستير في بلجيكا
المصدر: "أ ف ب"
الأعمال الأدبيّة في أغنيات تايلور سويفت محور صفّ لطلاب الماجستير في بلجيكا
المغنّية وكاتبة الأغاني الأميركية تايلور سويفت خلال جولتها الفنية "إيراس تور" في ملعب سوفي في إنغلوود، كاليفورنيا (7 آب 2023 - أ ف ب).
A+   A-
تُطلق جامعة بلجيكية صفّاً أدبياً سيجري فيه التطرّق للمراجع التي استندت إليها نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت في كلمات أغنياتها، بدءاً من كتاب "ذي غرايت غاتسبي" وصولاً إلى مؤلّفات الأخوات برونتي.
 
ترى الأستاذة المساعدة في جامعة "غاند" إيلّي مكوسلاند أنّ الكلمات التي ألَّفتها المغنّية البالغة 33 عاماً، بالإضافة إلى أسلوبها، تمثّل باباً مفتوحاً للغوص في روائع الأدب الأنغلو-ساكسوني وموضوعاته. وتشير مدرّسة الأدب الإنكليزي إلى إمكانية تفنيد كلمات أغنيات كـ"ذي مان" لاستكشاف موضوع النسوية، أو التمعّن بالشخصية المعاكسة للبطل في أغنية "أنتي هيرو".
 
كانت فكرة الصف الدراسي طرأت على بال مكوسلاند، وهي من محبّي المغنّية وكاتبة الأغاني، قبل بضعة أشهر خلال استماعها إلى أغنية "ذي غرايت وور". وتقول لوكالة "فرانس برس" إنّ "الطريقة التي تتناول فيها سويفت الحرب كتعبير مجازي عن علاقة ما، أزعجتني قليلاً لكنّها جعلتني أفكّر في قصيدة سيلفيا بلاث (دادي) التي تثير قراءتها الانزعاج أيضاً".
 
تُشير مكوسلاند إلى أنّ الصف الدراسي الذي تقدّمه يحمل عنوان "الأدب (نسخة تايلور)" وهو موجّه إلى طلاب الماجستير، وأهمّ ما يهدف إليه هو جعل الأدب "مفهوماً بصورة أسهل"، مضيفةً أنّ "الصف لا يرمي إلى إنشاء ناد لمحبّي" المغنّية.
 
"الهدف الكامن وراءه هو في جعل الطلاب يدركون أن الأدب الإنكليزي ليس كومة من الكتب القديمة التي أُلّفت منذ زمن ويتكدّس الغبار عليها في المكتبات"، تقول، "بل هو مسألة حيّة تتطوّر باستمرار"، حتى أصبحت مصدر إلهام لموسيقى البوب الراهنة.
 
في البرنامج الدراسي الذي أعدّته مكوسلاند، تشكّل كلمات أغاني تايلور سويفت "بوابة" لقراءة أعمال عمالقة الأدب البريطاني، من أمثال وليام شكسبير، وشارلوت برونتي، وجيفري تشوسر، ووليام ثاكري.
 
وفي أعمال سويفت اقتباسات من كتّاب متنوعين بينهم الروائي الإنكليزي تشارلز ديكنز والشاعرة الأميركية إميلي ديكنسون، بالإضافة إلى أوجه تشابه مع أسلوب الشعراء البريطانيّين الرومانسيّين من أوائل القرن التاسع عشر.
 
 
شغف للكتابة
في مقابلة مع المغنّي في فرقة "بيتلز" بول مكارتني نشرتها المجلة الأميركية "رولينغ ستون" سنة 2020، عبّرت سويفت عن حبّها للكتابة، مشيرةً إلى أنّها انكبّت على القراءة خلال فترة الجائحة "أكثر من أيّ وقت مضى". ومن الأعمال التي قرأتها رواية "ريبيكا" لدافنيه دو مورييه.
 
يبدو أنّ الدرس الذي ستوفّره مكوسلاند بدأ يحظى بشعبية، إذ تلقّت الأكاديمية طلبات تسجيل من طلاب خارج الجامعة، تَواصل بعضهم معها عبر حسابها في "إنستغرام".
 
من جهة ثانية، أثار مشروعها انتقادات عبر الإنترنت، إذ تساءل البعض عن ماهية التطرّق إلى أعمال سويفت في منهج جامعي أدبي وتحديداً في صفوف الماجستير. وتعتبر مكوسلاند أنّ ردات الفعل هذه تذكّر بالجدل الذي أعقب منح بوب ديلان، المغنّي وكاتب الأغاني الذي يلجأ كثيراً إلى الكتب كمراجع، جائزة نوبل للآداب سنة 2016.
 
تأتي مبادرة هذه الجامعة في وقت تشهد سويفت التي أصدرت ألبومها الأول عام 2006، نجاحاً جديداً ضمن مسيرتها الفنّية بفضل "إراس تور" (تضمّ أكثر من مئة حفلة موسيقية)، وهي جولة عالمية قد تتجاوز إيراداتها المليار دولار.
 
وباتت تايلور سويفت بفضل ألبومها الجديد "سبيك ناو (تايلورز فيرجن)" صاحبة أكبر عدد من الألبومات تتصدّر المبيعات في صفوف المغنّيات، محطّمة الرقم السابق الذي كان للنجمة باربرا سترايسند. فقد احتلّ ما مجموعُه 12 من ألبومات سويفت المركز الأول في ترتيب "بيلبورد" المرجعي للأغنيات.
 
ومع أنّ صف مكوسلاند هو أول مبادرة من نوعها في أوروبا، فقد سبقتها برامج مماثلة في الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ أطلق معهد "كلايف ديفيس" التابع لجامعة نيويورك دورات ركّزت على المغنّية، فيما وفّرت جامعة "كوين ماري" في لندن جلسة صيفية عن "تايلور سويفت والأدب" في تموز.
 

اقرأ في النهار Premium