يجتمع طلاب الجامعة الأميركية في نادي الموسيقى الكلاسيكية بعد الانتهاء من دوامهم، ويعزفون سوياً ألحان الماضي، التي تُعيدنا إلى عصر الفنّ الراقي. وفي أمسيات فنية، يعزفون مؤلّفاتهم التي تتميّز بطابع معاصر بنكهة "شبابية". من هؤلاء المؤلّفين المدير الفني للنادي وئام حداد، الذي أحيا في بداية هذا الأسبوع أُمسية كلاسيكية في الجامعة الأميركية بحضور رئيس الجامعة ورئيس جامعة القديس يوسف سليم دكاش، وعزف ألحاناً على البيانو، والكمان، وصولاً إلى سوناتا تشيللو في حفل اعتُبر "موضوع فخر للجامعة".
وتضمّن الحفل المؤلفات التالية:
Piano Trio, Op. 11
ريتا أسديكيان (الكمان)
مصطفى الساحلي (تشيللو)
وئام حداد (بيانو)
Poem for Piano, Op. 5
جواد همداني (بيانو)
Movements from Violin Sonata, Op. 13
مايا معلوف (الكمان)
Cello Sonata, Op. 14
مصطفى الساحلي (تشيللو)
وئام حداد (بيانو)
يؤمن حداد برسالة الموسيقى ودورها المعنوي والنفسي، إذ يعتبر في حديث لـ"النهار" أنّ "الموسيقى لديها دوراً أبعد من أن تكون مجرد أداة ترفيه". ويروي رحلته في عالم الموسيقى الكلاسيكية، كاشفاً عن أنّه تعلّق بها منذ صغره، ويضيف: "مع مرور السنوات، اتّسع حبّي للموسيقى الكلاسيكية، واتسعت معه آفاق التأليف والإبداع، ولطالما اعتبرتها لغتي الخاصّة، التي أعبّر من خلالها عن أفكاري ورؤيتي"، معرباً عن إيمانه "بوجوب نشر ثقافة الموسيقى الراقية بين الأجيال الناشئة وتقديم هذا النوع الموسيقيّ للعالم".
الموسيقى لغة تحاكي العصر
في سياق مختلف، اعتبر حداد أنّ الموسيقى هي لغة تحاكي العصر إذ لا يمكننا اعتبارها فنّاً قديماً، لافتاً إلى أنّها "تتغيّر، ولن تبقى على حالها بمرور السنوات. هي تتأقلم وتتطوّر مع مرور الأيام، ولا يزال بإمكانها ترك انطباع لدى الجمهور مهما اختلفت الأجيال. قد تختلف من حيث شكلها أو نكهتها، ويمكن مثلاً أن تحمل طابعاً لبنانياً، وهذا الأمر قد يغيب عن البعض". ويضيف: "يوجد علاقة وطيدة بين الموسيقى الكلاسيكية والمبدعين في بلادنا، مثل ناجي حكيم، أو بشارة الخوري، واليوم نحاول معاصرة هذه الموسيقى الكلاسيكية التقليدية".
وأضاف حداد "بالرغم من عدم انتشار الموسيقى الكلاسيكية، لاحظنا اهتماماً وإقبالاً واسعاً على الألحان الكلاسيكية خاصةً من قبل الطلاب والجيل الجديد، وغالباً ما يكون هذا الإقبال غير متوقع"، معتبراً أنّ "المشكلة الأساسية تكمن في الجهل المتعلّق بهذا النوع من الموسيقى، فهي تُعتبر "قديمة" أو "نخبوية، لكن بمجرد وضع إطار معيّن لها من قبل الشباب والنادي تتغيّر النظرة ويكثر الإقبال عليها".
وعن حفلات مستقبليّة، لفت حداد إلى أنّ النادي يحضّر دائماً لحفلات موسيقية، وقال: "كنا قد أطلقنا سابقاً أمسية كلاسيكية في بلدية بسكنتا، ولقينا إقبالاً واسعاً، كما أننا مستعدون للتعاون مع مختلف البلديات بغية إحياء هذا النوع من الأُمسيات".
ورأى حداد أنّ ما يميّز هذا النوع من الموسيقى هو تأثيره النفسيّ على الفرد، لأنّه يعزّز الانتباه والتفكير، والأغاني ليست مجرد "أغانٍ خلفية".