الدكتورة سارة ضاهر
عُقد المؤتمر العلمي الذي أقامه المجمعُ العلمي العراقي (مجمع الخالدين) بعنوان: "الظواهرُ اللغويةُ ومواكبتُها لمتطلباتِ العصر" بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربيّة والذي امتدَّ على مدى يوميْ الجمعة والسبت في 8 و9 كانون الأول برعاية رئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين.
وكان حضور فاعل لمختلف المثقّفين من محافظات عدة في العراق الذين شاركوا سواء من خلال أبحاث ومداخلات أو تعقيبات. كما تخلّل المؤتمر مساحة هامة للنقاش الثري والأخذ والرد، الذي يرتكز على مداخلات، تعقيبات، وردود. ولعل أبرز ما اتّسم به المؤتمر أنهُ فعالٌ وحيويٌ بفضل طرحه القضايا المختلفة التي تعاني منها اللّغة العربيّة في وقتنا الراهن.
فمن خلال هذا المؤتمر، تمكّن الباحثون والمثقّفون والمهتمّون باللّغة العربيّة من تبادل الأفكار والخبرات والاستفادة من تحليلات بعضهم بعضًا.
تضمّن اليوم الأول جلستين، الجلسة العلميّة الأولى محورها التصحيح اللّغوي والتي تناولت الأخطاء الصرفية في كتابة اللّغة العربيّة، محاولة في التصحيح اللغوي، التّصحيح اللغوي في العصر الحديث بين الترجيح والتقبيح، ووقفة مع التصحيح اللغوي... وجلسة حواريّة بعنوان "فريق سلامة لغة الموظّفين – الأهداف الغايات".
والجلسة العلميّة الثّانية ومحورها النقد اللغوي والتي تناولت نقد تقسيم الجملة، الّنقد اللغوي، وثلاث وقفات قيّمة في تمكين العربيّة والنقد والتصويب اللغوي...
أما فعاليّات اليوم الثاني فتضمنت الجلسة العلميّة الثالثة ومحورها الازدواجية اللغوية حيث تضمّنت الازدواجيّة اللغوية في مسار تحديث اللغة العربيّة الفصحى، التنوّعات اللّغوية وأثرها في البلاد العربيّة، الحرج والازدواج اللغوي في الممارسة الطبيّة العراقيّة، وازدواجية الحقل الدلالي بين الصمت والمحادثة...
ومن ثمّ جلسة حواريّة بعنوان "جهود المجمع العلمي العراقي في خدمة اللغة العربيّة".
وجاءت توصيات المؤتمر التي تمثّل جوهر المخرجات المهمة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تطوّر اللغة العربيّة. ولعل أهمّ التوصيات التي خرج بها المؤتمر، والتي نأمل العمل بها، هي التعريف بأهمية المجمع العلمي العراقي في الحفاظ على سلامة اللغة العربيّة، الدفاع عن اللغة العربيّة هويّة الأمة، الدعم المتواصل لفريق سلامة اللغة العربيّة المعجمي، والعناية بالتصحيح اللّغوي المستند إلى أسس لغويّة دقيقة. كذلك التأسيس لإشاعة الفصيح المدعوم بموروث التصحيح اللغوي، المراجعة الدائمة لكتب المناهج الدراسية، والإعداد اللّغوي للمعلّمين والتدريسيين ولمن يتصدّى للظّهور الإعلامي. إضافةً إلى الدعوة الى تفصيح الألفاظ والتعابير كثيرة التداول، والتنبيه على أنّ الحاجة الى تعلّم اللّغة الثّانية لا يعني الإستغناء عن اللغة الأمّ. وأخيرًا، الاحتفاء السنوي بتقديم الجوائز لأبرز عمل علمي خدم الفصيحة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المجمع العلمي العراقي الذي تأسّس عام 1947 وعلى رأسه رئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين الذي ينهض بالمجمع، هو إحدى المؤسسات الرائدة في العراق التي تعنى باللغة العربيّة والأدب والعلوم الإنسانيّة. حيث يلعب دوراً هاماً في تعزيز اللغة العربيّة وتطويرها في العراق وخارجه، وذلك من خلال أدوار عدّة وأنشطة مهمّة، كالحفاظ على اللّغة العربيّة، تطوير المعايير اللّغوية، تنظيم الّندوات والمؤتمرات، دعم البحث العلمي، ونشر الثقافة العربيّة.