النهار

بالصور- افتتاح معرض الكتاب 2024 في القبيات بالتعاون مع "دار النهار"
المصدر: "النهار"
بالصور- افتتاح معرض الكتاب 2024 في القبيات بالتعاون مع "دار النهار"
افتتاح معرض الكتاب 2024 في معمل الحرير التراثي - السياحي في القبيات.
A+   A-
نظّم "الصالون الثقافي في القبيات"، بالتعاون مع "دار النهار للنشر"، معرض الكتاب 2024 في معمل الحرير التراثي - السياحي في بلدة القبيات، تحت عنوان اللامركزية الثقافية، ضمن مبادرة "لبنان يقرأ"، التي تطلقها "دار النهار للنشر"، من محافظة عكار، على أن يستمر حتى 2 حزيران المقبل، بمشاركة أكثر من 23 دار نشر ومركزاً جامعياً وتربوياً. وقد حضر الافتتاح حشد كبير من فاعليات المنطقة والمهتمّين.
 
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة ترحيب من الدكتور أنطوان ضاهر، فاعتبر أن "الحدث بمثابة تظاهرة ثقافية نأمل بأن تشكّل منعطفاً في الحياة الثقافية العكارية، التي لطالما كان فيها الإنتاج الفكري والأدبي مزدهراً قبل أن تداهمها الأزمات المتعددة، التي لحقت بالثقافة بشكل عام وبالكتاب بشكل خاص". 
وأمل "بأن يشكّل معرض الكتاب هذا مساحة يلتقي فيها الشباب مع الكتاب الورقيّ، الذي عاد وبقوة في بلدان كثيرة، بينما تبقى عودته عندنا خجولة وبطيئة".
 
 
ضاهر
 
 تحدّث رئيس الصالون الثقافي المهندس جورج ضاهر، فقال: "قل لي ما تقرأ أقل لك من أنت". إنه حلم راودني منذ زمن حتى جمعتني الصدفة بسعادة المحافظ السابق القاضي زياد شبيب، المدير العام لدار النهار للنشر، على نفس الهدف، فتحقق هذا الحلم عبر فكرة اللامركزية الثقافية. وهنا، وفي البداية، أنوّه بدورالصالون الثقافي – القبيات الرائد بتطبيق اللامركزية الثقافية، والذي كان أول من تطرّق إلى المواضيع الثقافية، السياسية والقضايا الاجتماعية والحياتية اللبنانية والعكارية، وانفتح في ما بعد على المواضيع التاريخية والأدبية والفنية والبيئية والتراثية، فتحوّل خلال فترة قصيرة إلى المحرك الثقافي الأهم على الساحة العكارية.   
ومع دار النهار اليوم التي أطلقت مبادرتها القيّمة "لبنان يقرأ"، والتي ستجوب كل المناطق اللبنانية، اجتمعت الفكرة والمبادرة، فكان معرض الكتاب هذا في أقاصي الشمال في عكار التي أعطت الوطن شهداءً وثقافةً وفكراً وأدباً من غير منة، ولم يعطها أحد من المسؤولين على مرّ السنين إلا الإهمال والتنكر واللامبالاة حتى أطلقوا عليها اسم المنطقة المحرومة".
 
وختم شاكراً "كل دور النشر والجامعات والمؤسسات التي وضعت ثقتها بهذه المبادرة، وساهمت في إنجاح هذا المشروع الحلم" وخصوصاً "دار النهار العريقة وبلدية القبيات على جهودها ومتابعتها".  
 
 
عبدو
 
وشكر رئيس بلدية القبيات، رئيس اتحاد بلديات عكار الشمالي، عبدو عبدو، للصالون الثقافي ولدار النهار للنشر، ممثلة بالقاضي زياد شبيب، "على هذه المبادرة الثقافية كي يبقى الكتاب حياً لا يموت".
وقال: "إن أمة لا تقرأ هي أمة لا تتقدم. ويسعدنا في  بلدية القبيات أن نشارك الصالون الثقافي ودار النهار في افتتاح معرض الكتاب في عكار، وفي بلدتنا القبيات، التي اعتادت على إقامة واستقبال كافة المهرجانات الثقافة والفنية والاجتماعية، حيث لنا في بلدية القبيات تجربة ناجحة من خلال مكتبة المطالعة والتنشيط الثقافي، التي ضمّت كتباً مرجعيّة مهمّة ومتنوّعة، إلا أن خدماتها توقفت قسراً بفعل أعمال الترميم، التي حصلت في مبنى البلدية، بالإضافة إلى استقالة الموظفين المكلّفين بتسيير الأعمال المكتبية فيها. وإننا نبدي كلّ ترحيب بأيّ مشروع لإعادة التنشيط الثقافي؛ ولم نتأخر عن دعم أيّ نشاط تربوي ثقافي وفني".
واعلن عبدو ختاماً قراراً بلدياً قيد التنفيذ بتسمية أحد الشوارع الأساسية في البلدة بـ"شارع الثقافة".
 
 
شبيب
ختاماً، كانت كلمة مدير دار النهار للنشر، محافظ بيروت السابق القاضي زياد شبيب، الذي قال: "بالإضافة إلى افتقارها المزمن للبنى التحتية الخدماتية كما هو معروف، تفتقر المناطق اللبنانية البعيدة عن الوسط للبنى التحتية الثقافية. وكثيراً ما نسمع كلاماً وخطابات سياسية عن رفع الحرمان عن تلك المناطق. وما يقصده أهل السياسة في أقوالهم هذه أنهم يريدون أن يؤمنوا تلك الخدمات، وأن يبنوا الجسور ويوسّعوا الطرق وينشئوا المرافق العامة هنا وهنالك. وبالطبع، لم تتحقق هذه الأقوال، ولم تزل جميع المناطق اللبنانية محرومة من أبسط الخدمات العامة الأساسية، وأهمها النقل العام وغيره من الخدمات".
أضاف:" في هذا الإطار، تكثر الشعارات التي تتعلّق باللامركزية. وقد جعل بعض القوى منها شعاراً ومطلباً لم يتحقق أيضاً. فنحن نؤمن بأن المدخل إلى التغيير الحقيقي في الواقع الحالي هو من خلال الوعي الذي ينبغي أن يبلغه المجتمع لكي يتمكن المواطن من تقرير مصيره ومن إخراج الوطن من الحلقة المفرغة، التي ندور فيها منذ عقود. والوعي المطلوب لا يتحقق إلا من خلال المعرفة. وقد ثبت بالوقائع أن الكتاب لا يزال يتصدر وسائل المعرفة، ويتقدم عليها جميعاً، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. فقد بيّنت الإحصاءات التي أجريت على مستوى الدول المتقدّمة أن الكتاب الورقيّ ما يزال يحوز على نسبة تفوق الـ٧٥ في المئة من السوق. لهذا، لا بد من إعادة إحياء العلاقة بين الكتاب والقارئ وتجديدها من خلال الإصدارات الجديدة، ومن خلال الانتقال إلى القارىء وإقامة علاقة مباشرة معه؛ وذلك من خلال سلسلة المعارض والنشاطات المرافقة لها على مستوى كل مناطق لبنان".
ولفت شبيب إلى أن "دار النهار تضطلع اليوم بدور تنويريّ، وترغب في أن تدفع باتّجاه نهضة ثقافيّة ومعرفيّة في لبنان، وهذا يتحقق من خلال تطبيق اللامركزية الثقافية التي تقوم على تأمين البنية التحتية الثقافية أو المساهمة فيها على مستوى المناطق المحرومة، والتي ينبغي أن يبدأ رفع الحرمان عنها في الميدان الثقافي والمعرفي، لأنه المدخل الصحيح للوعي الذاتي والوطني".
وقال: "التجربة الناجحة الأولى في عكار المتمثلة بالمعرض الأول للكتاب، بالتعاون مع الصالون الثقافي القبيات، سوف تكون نموذجاً يحتذى به في جميع المناطق اللبنانية. وقد بدأت بالفعل تصلنا في دار النهار عروض من العديد من الشركاء المحليين الراغبين في المشاركة بتنظيم معارض مماثلة في جميع المناطق".
 
 
هذا، وقد تضمّنت فعاليات اليوم الثاني للمعرض حفلاً تكريمياً خاصّاً للكاتب والمؤرخ الدكتور فرج زخور، صاحب أول دار للنشر في محافظة عكار، "دار زخور للنشر"، وذلك بحضور فاعليات أدبية وكتاب وأدباء من محافظة عكار، إلى جانب عائلة المكرّم وأصدقائه.

بعد كلمة ترحيب للدكتور أنطوان ضاهر كانت كلمة تقديم من رئيسة مركز عكار للتنمية المستدامة الكاتبة أمل صانع، عرّفت بالمكرم زخور وبنتاجه الأدبي والتاريخي وبدروه كمربٍّ وأستاذ جامعي.
 
ثم كانت كلمة المؤرخ زخور، الذي توجه في مستهلها بشكر دار النهار والصالون الثقافي في القبيات على مبادرتهم وحفاوة اللقاء، في ظل هذا المعلم التراثي القديم. كذلك شكر الحضور على مشاركته في هذا اللقاء.
 
وعرض زخور لعلاقته مع أسرة تحرير الصفحات الثقافي في جريدة النهار ومساهمته الكتابية فيها لسنوات، وشرح الظروف التي أملت عليه تأسيس دار زخور للنشر، وتلك التي فرضت توقف هذه الدار.
 
وقدم في ختام كلمته مجموعة كتبه التي أصدرها هدية للصالون الثقافي.
 
ختاماً، قدم رئيس المجلس الثقافي المهندس جورج ضاهر درعاً تكريمية للمحتفى به عربون تقدير لمسيرته ولنتاجه الأدبي والتاريخي.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium