عن سينما وانغ بينغ المشارك في مهرجان كانّ 76 بفيلمين: توحّش الرأسمالية الصينية من خلال تجربة ضحاياها

شارك المخرج الصيني وانغ بينغ هذا العام في مهرجان كانّ السينمائي (16 - 27 أيار) بفيلمين: "شباب (ربيع)" و"الرجل ذو اللباس الأسود". الأول تسابق على "السعفة" وقسم المشاهدين والنقّاد، بين مَن اعتبره وثائقياً مهماً يستحق مكاناً له في لائحة الجوائز، ومَن رأى فيه اهداراً لوقت المُشاهد. المخرج البالغ من العمر 55 عاماً، لم يفعل سوى وضع الكاميرا لثلاث ساعات ونصف الساعة داخل معامل خياطة صينية، ملتقطاً يوميات عمّالها الشباب، بلا أي لمسة ابداع أو قدرة ارتقائية، موظّفاً مادته لمصلحة خطاب مستهلك عن توحّش الرأسمالية واستغلال اليد العاملة الرخيصة. أما الفيلم الثاني، الذي عُرض خارج المسابقة، فهو فيلم تجريبي عن وانغ زيلين (86 عاماً)، أحد أهم مؤلفي الموسيقى المعاصرين في الصين، مصوّراً اياه عارياً حيث يحمل جسده ندوب التجربة التي عاشها قمعاً وتعذيباً. فيلمان يحضران كمناسبة للحديث عن تجربة بينغ، غير المعروف كثيراً في العالم العربي. فهو قبل أي شيء آخر يمتاز بالنشاط، كونه لم يتوقّف عن التصوير مذ بدأ الإخراج. عمله الأول، "غرب السكك الحديد" (2002)، الذي يمتد على تسع ساعات، أسس لخطاب سياسي حاول المخرج ان يتعمّق فيه لاحقاً. يقع الفيلم في ثلاثة أجزاء، وهو عن الانهيار التدريجي الذي شهده الجزء المخصص للصناعة في شنيانغ التي كانت في الماضي مثالاً للإقتصاد الاشتراكي الصيني. الا ان مبدأ السوق الحرة والانتقال إلى صناعات مربحة، أديا إلى غلق العديد من هذه المصانع. يقول الفيلم ان البؤس الذي تسبب به هذا التغيير شرع الباب للفقر والبطالة والتهميش. الغرب قرأ في الفيلم عامذاك، محاولة لتوثيق "الأضرار الجانبية لاقتصاد الصين المتحول". تطلب الفيلم من بينغ عامين من التصوير، كي يبقى أقرب ما يمكن إلى واقع الناس الذين كانوا ضحايا هذا التحول.المخرج الصيني وانغ بينغ في مهرجان كانّ 2023.تصلح مشاهدة الأجزاء الثلاثة على نحو منفصل، ذلك انها تروي الحكاية نفسها ولكن من وجهات نظر مختلفة. عندما شرع بينغ في التصوير، لم يكن يهدف إلى إنجاز فيلم واضح المعالم،...