حول مستقبل السينما والتحديات التي تواجهها الصالات في ظل انتشار منصّات البث التدفقي، والتغيير الذي قد يطرأ على عمل السينمائيين في السنوات المقبلة، نظّم مهرجان كانّ السينمائي الخامس والسبعون (17 - 28 أيار) وذلك على مدى يومين، لقاء مع أسماء كبيرة في عالم الإخراج ليدلوا بدلوهم في هذه القضية الشائكة والمتشعّبة والسجالية التي لم ترتسم كل معالمها بعد.
في مداخلة قام بها غاسبار نويه، المخرج الفرنسي من أصل أرجنتيني، قال ان الحجر الصحي الذي وجد نفسه فيه بعد اصابته بالكوفيد، ثم تمضيته فترة راحة للشفاء بين جدران أربعة، جعلاه يكتشف كلاسيكيات السينما التي كان لطالما سمع عنها دون ان تتسنى له مشاهدتها. هكذا استعاد شهيته السينمائية، علماً انه يتحسّر على أقراص الـ”دي في دي” التي تراجعت سوقها، لمصلحة منصّات البث التدفقي. قال ان الاطلاع على السينما في زمننا الحالي أكثر سهولة ممّا كان عليه في الماضي. سابقاً، كانت هذه أشياء محصورة في مدن معينة حيث توجد فيها مكتبات سينمائية كما هي الحال في باريس.
وأنهى الحديث بالقول انه جرّب كلّ شيء في حياته، ولكن المخدر الوحيد الذي أفاده هو السينما، وهو مصر على تناوله مهما تكن الطريقة التي سيتناوله فيها. اعترف بأنه يؤمن بمستقبل السينما، سواء كان من خلال المنصّات أو من خلال اختراعات نجهل ما هي.