الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

ليوس كاراكس حلّ ضيفاً على بيروت: السينما معجزة وعلى كلّ جيل أن يخلقها من جديد

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
“عشّاق البون نوف”، أشهر أفلام ليوس كاراكس.
“عشّاق البون نوف”، أشهر أفلام ليوس كاراكس.
A+ A-
في نهاية الاسبوع الماضي، حلّ المخرج الفرنسي الكبير ليوس كاراكس (1960) ضيفاً على بيروت في إطار مهرجان "مسكون". حضور صاحب أفلام مثل "دم فاسد" و"هولي موتورز" اللذين عُرضا في حديقة المعهد الفرنسي لمواكبة هذا الحدث (وسط مشاركة جماهيرية كثيفة)، ضخ بعض الأمل في مدينة بيروت المنكوبة. وكان لشاعر السينما الفرنسية الملعون، لقاء شعبي في متحف سرسق تحدّث فيه عن هواجسه السينمائية، فبدا خجولاً ومتحفظاً يبحث عن كلماته وسط حقل من التعابير بلا بداية أو نهاية، ضمن حوار أدارته ميريام ساسين ويمكن القول بأنه يشكّل تحدياً لغوياً لكلّ صحافي يرغب في نقله إلى نصّ مكتوب. جاء كاراكس إلى بيروت، رافضاً كلّ أنواع الرسميات والبروتوكولات، مرتدياً سترته البنية التي يظهر بها في الكثير من الصور، جالساً على العشب غير مكترث بأحد، مدخّناً سيكارة تلو سيكارة، حتى انه طلب استراحة في منتصف لقاء سرسق كي ينفخ بعض الدخّان في هوائنا الملوث. النص الآتي مقتطفات من هذا اللقاء مع فنّان كان افتتح فيلمه الأخير "أنيت" مهرجان كانّ 2021 وانتهى أخيراً من تصوير فيلمه الطويل السابع "لستُ أنا". 1 - يوم اكتشفتُ السينما"في السابعة عشرة، اكتشفتُ ان هناك شخصاً خلف الكاميرا. قبل ذلك، كانت الأفلام بالنسبة لي ممثّلين وممثّلات أكثر منها أي شيء آخر. في السينماتيك الفرنسية التي كنت أرتادها خلال وجودي في باريس، دأبتُ على متابعة الأفلام، الصامتة في أغلب الأحيان. هذا جعلني أفكّر: كوني لا أجيد صنع أي شيء، لمَ لا أصنع الأفلام. لم يكن من المستحيل الحصول على كاميرا وطاولة مونتاج. هكذا بدأتُ. أول فيلمين طويلين أنجزتهما كانا من وحي طفولتي وشبابي في آن معاً واكتشفتُ من خلالهما السينما. كانا فيلمين على قدر من السذاجة، عبّرتُ فيهما عن بهجة اكتشافي للسينما وعن امتناني لوجودها كبلاد في ذاتها، وكانت مرجّحة ان تصبح بلادي أنا". 2 - إني فنّان مُقلّ"من سن العشرين إلى الثلاثين، أنجزتُ ثلاثة أفلام. ولي فيلم واحد ما بين الثلاثين والأربعين. بعد ذلك، تراجع إنتاجي. أفلامي شهدت اخفاقات فظيعة وفضائح، خصوصاً فيلمي الثالث "عشّاق البون نوف"، ولم أستطع التصوير بعدها لسنوات. من دون ان ننسى فيلمي الرابع، "بولا إكس"، الذي تعرض لفشل جماهيري ونقدي. ولكن، حتى لو لم أواجه مشاكل مادية أو آراء متعلقة بصيتي، لا أعتقد أنني كنت أتممتُ الكثير من الأفلام. لأنني، ببساطة، أملك من الخيال القليل. ما كنت لأتحول إلى فاسبيندر الذي أنجز 32 فيلماً في 36 عاماً. كنت تمنيتُ ذلك، لكني لستُ كذلك". 3 - خلط الأنواع "وصلتُ بعد "الموجة الجديدة الفرنسية" التي تسلّت كثيراً بالمشاهدين (خصوصاً غودار وتروفو)، بعشرين عاماً. غودار وتروفو انتهكا قواعد الفيلم البوليسي والفيلم "النوار". غودار حرّف علم الخيال مع "ألفافيل". انوجد الجانر منذ ولادة السينما. السينما فنّ السيرك. فنّ الوحوش على غرار فيلم تود برونينغ. كان هذا موجوداً منذ الأزل. لا أطرح على نفسي سؤال الجانر. أعي ان هناك في "دم فاسد" سذاجة وصبا في الحين نفسه، لكن نجد فيه أيضاً الكثير من “تانتان”، القصص المتسلسلة التي كنت أطالعها حين كنت طفلاً وألهمتني لاحقاً. سينما الجانر لطالما أغرتني، ولكني لم أقاربها قائلاً في سري "سأنجز فيلماً على طريقة كذا وكذا". للمناسبة، باستثناء "تانتان"، لا أعرف القصص المتسلسلة. لم أقرأها في طفولتي. صديقي الكبير جان إيف إسكوفييه (مدير تصوير أول أفلامي) كان يعشق "كورتو مالتيزي" لهوغو برات. يوم كنت أبحثُ عن ممثّل لشخصية الشرير في "دم فاسد"، سافرنا إلى سويسرا للقاء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم