الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

غياب البريطاني درك مالكوم عن 91 عاماً: النقد الإيديولوجي مفيد وأحمق في الآن نفسه!

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
درك مالكوم (1932 - 2023).
درك مالكوم (1932 - 2023).
A+ A-
قبل أيام، غاب الناقد البريطاني الكبير درك مالكوم عن 91 عاماً. في السنوات الأخيرة، كان بدأ يغيب عن المهرجانات السينمائية حيث اعتدنا ان نراه، وغيابه هذا لاحظه كثر. غياب الكبار مثل حضورهم: ملحوظ ومحسوس على أكثر من مستوى. ما عدتُ أذكر أين تعرفتُ اليه للمرة الأولى، وما الكلمة التي دشّنت معرفتي به، لكن أعي جيداً المحطات الثلاث التي "توطّدت" فيها علاقتي به: نيو دلهي، باري (جنوب إيطاليا) والبندقية. عرفته في ثمانيناته، لكنه كان شاباً أكثر من كثر وهم في عشريناتهم. في الهند (2012)، كان مسترخياً، لا أفلام كثيرة عليه متابعتها والكتابة عنها. فجلسنا، قبل موعد الغداء مباشرةً، نتحدّث عن مسيرته المهنية وآرائه في النقد. عرّفني في ذلك اليوم إلى المخرج الهندي ريتويك غاتاك (1925 - 1976) الذي كنت أجهله. عشق الهند واهتم بها كثيراً، بعد سفرات عدة اليها لا لأسباب مهنية فحسب، بل لحبّه لها واستمتاعه بأجواء شبه القارة الغريبة العجيبة. في لقائي الهندي به، سألته لماذا لا يكتب مذكّراته، فردّ بأنه لا يريد ان يرفع دعوى قضائية على نفسه، وأضاف: "لن أكتب كتاباً لأقول فيه إنني تناولتُ الفطور مع أورسون ولز واحتسيتُ الشاي مع تشارلي تشابلن وتناولتُ الغداء مع بونويل…". في مهرجان باري (2015)، حيث كان حاضراً ضمن الاجتماع السنوي لـ"فيبريسي"، وكان حينها رئيسه الشرفي، اعتدتُ لقاءه على مدار الأيام التي استغرقها المهرجان، ودائماً الى الغداء. ذات يوم، رأيته يحاول الاتصال من هاتفه الذكي: "كيف نطلب الرقم؟ كلّ ما أريده هو الاتصال. ما هذه الأيقونات كلها؟!…"، سألني. "درك، اسمح لي، يبدو هذا أول هاتف ذكي تستعمله في حياتك…". "أعتقد انه الأخير..." (ثم أراني بفخر كلبه الذي سمّاه لوي). "أهي تحيّة للوي لوميير أو لويس ب. ماير أو للوي الذي يريد همفري بوغارت مصادقته في نهاية "كازابلانكا"؟". "لستُ متأكداً بعد، دعني أفكّر في الموضوع"...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم