يُشبه فيلم الخيال العلمي الجديد لزاك سنايدر "Rebel Moon" إلى حدّ كبير أفلام سلسلة "ستار وورز"، مع بعض الفوارق القليلة، وليس ذلك مفاجئاً على الإطلاق، إذ كان من الأساس يطمح إلى أن يكون أحد أجزاء "حرب النجوم".
فالواقع أنّ الفيلم، بكل تفاصيله، يتطابق مع سلسلة جورج لوكاس الشهيرة، من سيوف متوهّجة ومخلوقات خارقة للطبيعة وسفن فضائية ومشاهد معارك في مجرّة بعيدة.
ولكن عندما قدّم زاك سنايدر مشروعه إلى شركة الإنتاج "لوكاس فيلم" قبل نحو عشر سنوات، قوبلت بالرفض، فما كان من مخرج "300" و"واتشمِن" إلا أن قرّر إنشاء عالمه الأسطوري الخاص.
عندما أصبح واضحاً أنّ الأمر لن ينجح، قالت له زوجته وشريكته في الإنتاج ديبورا "هذا أفضل خبر كان يمكن أن تتلقّاه"، فشرع في عملية ابتكار "مرهقة وطويلة جداً" ولكنها "مجزية جداً لأنها تتيح الفرصة لتفكيك قوالب الخيال العلمي المألوفة التي اعتاد الجمهور عليها"، وفق ما يروي.
يمكن أن تكون النتيجة العمل الأكثر جرأة في مسيرة سنايدر الفنية التي حقق فيها شعبية كبيرة وفي الوقت نفسه أثار الجدل، ومن أبرز محطاتها صيغة جديدة لفيلم "زومبي" الكلاسيكي لجورج روميرو، وكذلك لأبطال خارقين مشهورين عالمياً كسوبرمان في "Man of Steel" وباتمان في "Justice League".
"عالم زاك الجديد"
ستوفّر منصة "نتفليكس" اعتباراً من 22 كانون الأول الجاري الجزء الأول من "ريبِل مون" بعنوان "Rebel Moon: Part One – A Child of Fire"، وهو فيلم بلغت ميزانيته 160 مليون دولار، على أن يُتاح الجزء الثاني في نيسان المقبل.
يتناول الفيلم قصة الفتاة الغريبة الغامضة كورا (تؤدي دورها الفرنسية الجزائرية صوفيا بوتلة) التي تحطمت سفينتها الفضائية عند حدود الكون. وتدافع كورا عن القرويين الذين استقبلوها وتشكل ثنائياً غير متوقع مع أحد المزارعين. كما تُشكّل كورا جيشاً من المقاتلين لحمايتهم، بدءاً من المتمردين إلى مرتزق متغطرس.
ومع أنّ بعض الشخصيات قد تبدو مألوفة، يؤكّد الممثلون أنّهم لا ينتمون إلى أيّ عالم معروف.
وقال إد سكرين الذي يؤدي دور الأدميرال أتيكوس نوبل: "لا أعتقد أنّ أحداً تلفّظَ بكلمتي +نجوم+ و+حرب+ أثناء التصوير (...). لم نتحدث عن ذلك إطلاقاً".
وخصّصَ زاك سنايدر للفيلم قصصاً مفصّلة لكل شخصية وكل كوكب وللسفن الفضائية. وابتكر أيضاً ثلاث لغات وثلاث ثقافات وثلاثة معتقدات لعالم الفيلم.
وقال الممثل ميكييل هاوسمان: "منذ البداية، أدركنا أنّ لدى زاك عالماً كاملاً وكون يريد إيجاده وكان يعمل عليه منذ عقود (...). إنه عالم زاك الجديد".
"حتى النهاية"
يكمن أحد أبرز الاختلافات بين "ريبِل مون" و"ستار وورز" في أن نبرة فيلم زاك سنايدر تتضمن قدراً أكبر من العنف والمضمون الجنسي. وستكون هذه المواضيع أكثر حضوراً في نسخة أخرى من الفيلم أخرجها سنايدر وتُعرَض في الصيف المقبل.
بدورها، أعلنت "نتفليكس" إصدار لعبة فيديو وكتاب شرائط مصورة وفيلم رسوم متحركة لمواكبة "ريبِل مون".
وأمل المخرج في أن يعيش عالمه لمدة طويلة، مثل "حرب النجوم". وقال "حلمي هو متابعة القصة حتى النهاية. وهذا أكثر ما يحفزني".