الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

مهرجان كليرمون فيران "ينتقم" للمرأة... وجمهور فلسطين يختلط بجمهور السينما

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
 تجمّع يطالب بوقف اطلاق النار في غزة أمام "بيت الثقافة" حيث يُقام المهرجان.
تجمّع يطالب بوقف اطلاق النار في غزة أمام "بيت الثقافة" حيث يُقام المهرجان.
A+ A-
مَن اعتاد حضور مهرجان كليرمون فيران أغلب الظن انه فوجئ مساء الجمعة الفائت وهو يتابع مراسم الحفل الافتتاحي التي أقيمت لاطلاق الدورة السادسة والأربعين (2-10 الجاري) من هذا الحدث السينمائي المخصص للفيلم القصير الذي يُعد الأشهر والأهم في مجاله عالمياً. السبب: خلافاً للعادة، لم تُنطق كلمة واحدة عمّا يحدث في غزة منذ تشرين الأول الماضي. اختزل إريك رو، رئيس جمعية "انقذ ما استطعت من الفيلم القصير" (المشرفة على تنظيم المهرجان)، كلّ الأحداث بجملة اعتراضية واحدة: "الأوضاع الصعبة التي يمر فيها العالم". على مدار السنوات الماضية، عوّدنا المدير السابق جان كلود سوريل، الملقّب بـ"الشيطان"، ان تكون هذه التظاهرة منبراً للمطالب الحقوقية والنقابية والعمّالية. أضحت الخطابات الرنّانة، المستنكرة والمنددة، من المحطات المتوقّعة في بداية كلّ دورة. لكن مساء الجمعة الفائت، أخذت الأشياء بُعداً مختلفاً: كلمات بسيطة ومقتضبة وعملية، أتاحت للصورة المتحركة كي تلقي بسطوتها على كلّ القضايا التي تتسرب إلى هذه المدينة الهادئة مرة كلّ عام على مدار تسعة أيام، وذلك منذ مطلع الثمانينات. غياب النكهة السياسية في الافتتاح تم التعويض عنها في اليوم التالي بوقفة احتجاجية أمام "بيت الثقافة" (مقر المهرجان)، حيث تجمّع بضعة مئات للتنديد بما يحدث في غزة والمطالبة بوقف اطلاق النار. فاختلط جمهور فلسطين بجمهور السينما. لا حد فاصلاً بينهما سوى واجهة "بيت الثقافة". هذه الأجواء ليست جديدة على مدينة كليرمون التي للطالما كانت مدينة يسارية تقف إلى جانب القضية الفلسطينية. في العام الماضي، تسعة من أعضاء "جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية" كانوا يوزّعون مناشير تدعو إلى "مقاطعة دولة الأبارتايد الإسرائيلية" أمام "بيت الثقافة". قلّة من المارة رفضت استلام تلك المناشير بحسب الجمعية. ساعات قليلة بعد تظاهرة يوم السبت الماضي، انتقلت فلسطين إلى داخل الصالة، مع عرض "برتقالة من يافا" للمخرج محمّد المغنّي. فيلم إنتاج بولندي فرنسي فلسطيني (27 دقيقة) عن شاب فلسطيني مقيم في بولندا يسعى إلى عبور نقطة تفتيش إسرائيلية للقاء والدته التي تنتظره من الجانب الآخر للمعبر. لكن الأمور تتعقّد لتأخذ بُعداً سوريالياً وعبثياً يلخّص من خلاله المخرج واقع الصراع بتفاصيل صغيرة ذات شأن كبير. لنا عودة مفصّلة إلى الفيلم، لكن يمكن القول انه وضع المُشاهد الفرنسي قبالة تفاصيل عيش يومي كتلك التي نشهد عليها في الفيلم انما تشكّل "صدمة" للذين يجهلونها ويستمرون في العيش من دون معرفة ماذا يعني ان يعاني المرء من أجل الانتقال من مكان إلى آخر داخل بلاده.                      ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم