النهار

عودة الروح إلى سينما "الكوليزيه" في آب المقبل.... نحو مسرح وطني مجّاني
المصدر: "النهار"
"نفاد التذاكر". قصاصة بقلم خطّاط سلمت من التلف، هناك في الداخل المظلم من مبنى مهجور بجوار مستشفى الجامعة الأميركية، حيث يواظب الممثل والمخرج اللبناني قاسم اسطنبولي، الحائز على جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في باريس عام 2023، على مهمّة إعادة تأهيل سينما "الكوليزيه" بغرض تحويلها إلى مسرح وطني مجّاني يحتضن الإبداع الفني والمواهب الشابة.
عودة الروح إلى سينما "الكوليزيه" في آب المقبل.... نحو مسرح وطني مجّاني
سينما الكوليزيه قبل الترميم
A+   A-
رولا عبدالله
 
"نفاد التذاكر". قصاصة بقلم خطّاط سلمت من التلف، هناك في الداخل المظلم من مبنى مهجور بجوار مستشفى الجامعة الأميركية، حيث يواظب الممثل والمخرج اللبناني قاسم اسطنبولي، الحائز على جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في باريس عام 2023، على مهمّة إعادة تأهيل سينما "الكوليزيه" بغرض تحويلها إلى مسرح وطني مجّاني يحتضن الإبداع الفني والمواهب الشابة.
 
 
 مشروعه أكبر من الإمكانيات المتوافرة، يعترف. لكنه يأمل الحصول على الدعم اللازم بغرض ترميم واحدة من أعرق صالات السينما اللبنانية، وكانت دخلت في سبات الحرب قبل 40 عاماً. وبالرجوع عقود إلى الوراء، كان هناك عشرات صالات العرض الموزّعة بين ساحة البرج وشارع الحمراء، تحتلّ "الكوليزيه" بينها موقعاً متقدّماً ضمن دور العرض المؤسِّسة كونها افتتحت عام 1945، أي بعد حصول لبنان على استقلاله بنحو عامين، وقبل ثلاثين سنة من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وما نتج عن تلك الحرب من تشتت حقبة مضيئة في تاريخ المدينة.
 
 
كانت "الكوليزيه" من الطراز الراقي بديكوراتها ومقاعدها الـ400 وطبقاتها الثلاث المتلألئة بالأضواء والحياة. وفي حينه، نالت شهرة بعرض الأفلام الكوميدية، وأغلبها ناطقة بالفرنسيّة.

"المهمة ليست سهلة"، يقول اسطنبولي لـ"النهار" بينما يبحث بين الركام وأشرطة الفيديو الملقاة بعبثية عن أثر لحياة، فتطالعه قصاصة أخرى مدون عليها: "العرض الليلة". تأخذه الحماسة لحقبة ذهبية يجهلها جيل التسعينيات وما بعده. قبل ذلك التاريخ، كان يمكن للجدات أن يحكين عن مغامراتهن داخل السينما وضحكاتهن في "الكوليزيه" تحديداً: "لا يمكن أن لا تضحك لأنها سينما معروفة بعرضها لأفلام الكوميديا الفرنسية. لقد كانت السبّاقة في عرض أفلام للاندو بوزانكا وكلينت ايستوود وبيار ريشار نجم الكوميديا في السبعينيات. كان سعر البطاقة يتراوح بين 4 و5 ليرات ". لكن السنوات الذهبية باتت من الماضي، وصار عمر السينما التي افتتحتها شركة "عيتاني- ماميش" أكثر من 80 عاماً، أي أنّ روّادها، من بقي منهم على قيد الحياة، ومن ما زال قادراً على تذكّر "المقاعد الفخمة والواسعة" التي اشتهرت بها، تجاوز سنواته المئة.
 
 
في آب المقبل يتوقّع اسطنبولي عودة الحياة إلى السينما المهجورة: "بعد تجربة إعادة تأهيل وإفتتاح دور السينما المقفلة في جنوبي وشمالي لبنان وتحويلها الى مساحات ثقافية مستقلة ومجانية، بدأت جمعية تيرو للفنون و مسرح إسطنبولي أعمال إعادة تأهيل "الكوليزيه" في بيروت، بهدف تحويلها إلى "المسرح الوطني اللبناني" في بيروت، لتكون مساحة ثقافية حرّة ومستقلّة مجانية للناس، تُنظَّم فيها ورشات تدريبيّة ومهرجانات وعروض فنية ومكتبة عامة ومقهى فني".
 
 
وفي حال حالف الجمعية الحظ في الفوز بدعم مالي للترميم وأعمال التوسعة، فإن المسرح الجديد سيضم مساحة لتنظيم ورشات تدريبية ومهرجانات وعروض فنية ومكتبة عامة إضافة إلى مقهى فني. بذلك، يكون بدأ العمل الجدي في إحياء الفنون، وتحديداً في الشارع الذي يحتضن صورة عملاقة لـ"الشحرورة صباح"، والذي كان شريان الحياة الذي قصده نجوم وأدباء ورؤساء من مختلف أنحاء العالم، محتفظين في ألبوماتهم بذكريات حلوة عنه، أيّام كانت الإلدورادو سينما لا متجراً عملاقاً لبيع الألبسة.
 
 




 

اقرأ في النهار Premium