دانيال أوتوي لـ"النهار": إني عاطفيٌ كبيرٌ والتمثيل يتيح لي الدفاع عن الوحوش

يلقي دانيال أوتوي بجسده النحيل على الكنبة، ويسألني فوراً "هل شاهدتَ الفيلم؟"، على سبيل الإطمئنان للكيفية التي سيتطوّر فيها الحديث بيننا، خلال النصف الساعة المقبلة. نحن في تيراس فندق "ماريوت" الواقع على جادة الكروازيت الشهيرة في كانّ. المكان خلية نحل، مقابلات عدة تتشابك. كاترين دونوف وابنتها كيارا هنا، كذلك كارول بوكيه، للحديث عن أعمالهن. الأخيرة تتبادل القبل مع أوتوي…مذ شاهدتُ الممثّل الفرنسي الكبير (اليوم هو في الرابعة والسبعين)، في "جان دو فلوريت" و"مانون الينابيع" مجسّداً دور غالينيت، أمسى في نظري أحد أسياد التشخيص السينمائي. أذكر هذا الدور له لأنه الأكثر تأثيراً على مر الزمن، رغم ان صديقة فرنسية تحاججني بأن أفضل ما قدّمه هو في "قلب في الشتاء" لكلود سوتيه.ربما من الأفضل عدم حصر تاريخه في دور، ففي سجلّه عدد لا بأس من الأفلام الى درجة يصعب معها الحسم. ما يجمع الفيلمين المذكورين هو انهما من بطولة إيمانويل بيار التي كانت شريكة أوتوي في الحياة طوال عشر سنوات، ورزقا معاً بابنة، وهي كانت جالسة خلال العرض أمام الشاشة، عشية المقابلة، لتصفّق لحبيبها السابق. مناسبة اللقاء مع أوتوي هي العرض الأول لفيلمه "الخيط" الذي عُرض في الدورة الأخيرة من مهرجان كانّ السينمائي داخل قسم "عروض خاصة". يجب التوضيح ان الفيلم المقتبس من قصّة حقيقية، هو من إخراج أوتوي، لا من بطولته فحسب، ويجري أغلب فصوله داخل محكمة ضمن ما يُعرف بـ"دراما المحاكم". يلعب أوتوي دور محامٍ، وهذه ليست المرة الأولى يرتدي فيها الزي الأسود ليقف أمام هيئة محلفين. انه الميتر جان مونييه، الذي كان نجح قبل خمسة عشر عاماً في تبرئة رجل سرعان ما عاد إلى الجريمة. ورغم انه كان قرر عدم المرافعة في قضية جنائية، عاد ليدافع عن أب لخمسة أطفال متّهم بقتل زوجته. هل سيستطيع اثبات براءته؟ هذا ما يريه الفيلم بالكثير من التشويق...