النهار

سوق الكتب في نُسخة سابعة: خَلقٌ ومشهيّات وكتبٌ وبيرةٌ خالية من الكحول؟
هنادي الديري
المصدر: "النهار"
سوق الكتب في نُسخة سابعة: خَلقٌ ومشهيّات وكتبٌ وبيرةٌ خالية من الكحول؟
لقطة من سوق الكتاب.
A+   A-
فعلها حزيران؛ تمكّن من أن يجمع الناس، الذين يرتدون ثوب القلق ويُزخرفونه بنسيم الآمال التائهة، في فسحة واحدة؛ وها هم يتوافدون من كلّ الأعمار إلى حيث الكُتب المستعملة، والمجلّات التي تُحاكي ألف موضوع "وكم واحد غيرو ع الماشي"، والقرطاسيّة الزاهية، والصُّور التي تُجسّد ومضاتٍ هاربة من الحياة، وأسطوانات الفينيل بغبارها الذي يغمز إلى أحلام رحلت وأخرى دُفنت، والمنصّات المُخصّصة للمشهيّات والمشروبات التي تواسي النّفوس المُرهقة. بعضهم استغنى عن القناع الذي فشل في حمايتنا من بعض خيبات "مارقة مرقة طريق"؛ والبعض الآخر استغلّها فرصةً ليُعبّر عن شوقه للعودة إلى الحياة بعد انقطاع وعزلة. ضحكات غير مكبوحة، أحاديث جانبيّة مُحبّبة... ولن يطلب منّا أحدٌ أن نضع المعصم "تحت المجهر" للتأكّد من أن حرارتنا مُعتدلة، لا تُنذر بهيمنة ذاك الفيروس على كياننا.

عطلة نهاية الأسبوع
 
سوق الطيّب في مقرّها الرئيسيّ في مار مخايل تستقبل النّسخة السابعة من "سوق الكُتب"؛ تحديداً في الفُسحة المديدة المُخصّصة في الأيام العاديّة لسوق المُزارعين؛ منصّات "ع مدّ النّظر"، والأضواء المُلوّنة تتدلّى من السّقف، وتُمهّد للفرح الذي نستخرجه من اللحظات العادية؛ دردشة حميميّة حول هذا الكتاب وذاك "الكوميكس"؛ والدفتر الصّغير الذي كُتب عليه "دفتر وصفات"، يستقرّ في علبة تحجب النور عن مُلصق لـ"الست لولو"، وهي بكلّ تأكيد تتآمر على حبّ حياتها "طبوش"، وتستعدّ لتصرخ بوجهه إذا ما أزعجها ومالت عينه إلى "سامية" الدلّوعة بشعرها الأشقر: "صيفاً شتاءً ربيعاً خريفاً يا طبل لن تصير ضعيفاً"؛ والدفتر الذي يُصوّر لعبة الشاشة الحزينة، سعاد حسني، يستقرّ بالقرب من المنصّة التي تعرض كتب دار نشر "Turning Point" التي تطلّ باللغة الإنكليزيّة بمواضيعها الانتقائية والخارجة عن القوانين الصّارمة. إم علي مُنهمكة بخبز المنقوشة على الصاج، و"من فضلك بيرة بلا كحول تما إنعس وآخد غطّة بهالحشرة".
 
 
نادين توما وسيفين عريس "تنغلان نغلاً" في المنصّة التابعة لـ"دار قنبز"؛ هذه الدار التي تؤكّد نادين أنّها تخلق اللحظات المؤلّفة من الكتب والموسيقى والشّعر والحبّ والمأكولات، وتنشرها في كلّ البلدان وتُقدّمها هديّة لكلّ الأعمار؛ هذه الدار التي تقول عنها إحدى السيّدات: "دار المرح والإبداع".
 
 
"مجموعة قمصان"، و"طير يا طير"، و"حوّلوا اشتقنالكم"
 
وفي المنصّة المُخصّصة لــPieceofsoul.lb، القرطاسيّة مصنوعة يدوياً، تجمع بين الورق والخيوط والنسيج. مَن قال إنّ "موضة" الكتابة "بالورقة والقلم" ولّت، لتحلّ مكانها لوحة المفاتيح الباردة والخالية من الرومنطيقيّة وطيف نظرة جانبيّة تُمهّد للبدايات؟
 
 
في منصّة Savvy Element، بتول حكيم تُقدّم رعاية ذاتيّة مُستدامة لكلّ امرأة تبحث عن مُستحضرات خالية من الموادّ الكيميائيّة. هي الطريقة الفُضلى للاحتفال بيوم الأرض كلّ يوم، وفي طقوسنا الصغيرة.
 
 
إلى كرّاسات الرسم العتيقة في منصّة مارك أبو ضاهر "سكتش" (@vintage_sketchbook)، حيث من الممكن أن يتجسّد الغلاف بفندق "ريجنت" البيروتيّ الشهير، أو بمُلصق فيلم "إنت حبيبي"، وفيلم "ريّا وسكينة". هذا الدفتر يُحاكي مزاجنا، وذاك "يُخلّد" ذكريات صيف مضى.
 
 
التوضيحيّة التي أسّسها طلاب الـ ALBA، وفي بالهم تحرير عالم الرسوم من القيود التي لا يحتاج إليها إلا الذين يخافون اقتحام أروقة الجنون الشهيّة.
 
 
وفي المنصّة، التي تحمل اسم Ferdinand بكلّ فخر، هي الملابس العضويّة يعود ريعها لإنقاذ الحيوانات الشاردة التي تحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى عطفنا، وإن كنا نُصارع الأيّام. والفضل في هذه المبادرة الإنسانيّة الرائعة يعود إلى "فابيين"، الشابة البلجيكيّة والأسوجيّة والفرنسيّة، التي وقعت في حبّ لبنان منذ 5 سنوات، وقرّرت أن توظّف طاقاتها الإبداعيّة لخدمة المجتمع.
 
 
أمّا ليام ابن العاشرة، فخربشاته الجميلة، التي يصنعها بثقة وفرح (Doodles)، تستقرّ على قمصان نقتنيها ونحن نعلم مُسبقاً أننا ساهمنا في مُساعدة فتى موهوب ليشقّ طريقه الفنيّة في أولى خطواتها.
 
 
موهبته الصغيرة تحمل اسم @liamislb، وقد نجد الخربشات على الأحذية ومختلف الكماليّات.
 
 
فعلها حزيران. تمكّن من أن يُزيل عنّا غبار الأيام التي أمضيناها في سجن الخوف؛ فإلى سوق الطيّب في مار مخايل، حيث الكتب في مكتبةLE POINT تُعيد إلينا مُتعة الغوص بين دفّتي الحلم، وأول استوديو لنماذج النسيج في لبنان مع "فبرك" (Fabriq Textile Studio)، حيث الجلد الفاخر يأخذ عشرات الأشكال مع "Lyliad" التي صُمّمت وصُنعت بكلّ فخر في لبنان؛ هذا البلد الصغير والمليء بالمواهب الكبيرة.
 
 
فنجان "إسبريسو" مُرّ، من فضلكم، وبعض أحاديث جانبيّة مع العقل المُبدع خلف LUANATIC، لوانا إليان، حيث الخلق يتجسّد بعشرات الكماليّات التي تُصبح، "سبحان الله"، أكثر جمالاً وزهواً عندما تُزخرف بالأشكال والجمل السّاخرة والأخرى المُحبّبة.
 
 
إلى سوق الكتب في نسخته السابعة، ومنقوشة بزعتر من "ديّات إم علي". ورشفة صغيرة من البيرة الخالية من الكحول، أو "خلّينا نخبصها، يا خيّي، ونختارها بحلّتها الأصليّة، هيك هيك رجعنا ع الحياة"!.
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium