النهار

"المقدمة في فلسفة الدين" في معرض أنطلياس للكتاب: أديب صعب أطلق فلسفة جديدة لا غنى عنها للدين
المصدر: "النهار"
"المقدمة في فلسفة الدين" في معرض أنطلياس للكتاب: أديب صعب أطلق فلسفة جديدة لا غنى عنها للدين
"المقدمة في فلسفة الدين" في معرض أنطلياس للكتاب.
A+   A-
في إطار معرض الكتاب في دورته الأربعين للحركة الثقافية في أنطلياس، أُقيمت ندوة حول كتاب الدكتور أديب صعب "المقدمة في فلسفة الدين" (دار النهار للنشر، طبعة ثالثة 2022)، تكلم فيها الدكتور نقولا أبو مراد، أستاذ اللاهوت والفكر الديني والمحاضر الجامعي في لبنان والخارج، والدكتور أحمد الزعبي، أُستاذ الدراسات الاسلامية في جامعة القديس يوسف في بيروت. أدار الندوة الأستاذ نعوم خليفة، الذي أوضح ماهية الفلسفة وفلسفة الدين وضرورتهما، وأضاء على نقاط الكتاب الكبرى، ثم أعطى الكلام للمحاضرَين.

استهل الدكتور نقولا أبو مراد كلمته بأن لكتاب "المقدمة في فلسفة الدين" فضلاً مزدوجاً، هو أنه الكتاب التأسيسي لفلسفة الدين في الثقافة العربية الراهنة، وأنه ما يزال الكتاب العربي الوحيد الذي يَطرح فلسفة للدين من إبداع مؤلفه.

وتوقف أبو مراد عند مناقشة "المقدمة" المحورية، وهي نظرية المعرفة الجديدة التي نسجها صعب متحدياً إحدى النظرات التقليدية الشائعة، وهي "التجريبية" عند الفيلسوف البريطاني ديفيد هيوم وأتباعه، التي تضع الدين خارج العقل. أما نظرية صعب البديلة فتجعل من العقل مفهوماً تابعاً للمعقول، رافضةً سلب الدين صفة "الموضوعية" بما أنه يستند إلى "موضوع" (الله – الألوهة). وهو إنما يركز على نقد نظرية هيوم لأنها واسعة الانتشار ولقيامها على المحسوس والملموس، أي المادّي، داعياً إلى "تصفية حساب فكري مع ديفيد هيوم كشرط لقيام أيّ دفاع فلسفي عن الدين". وأشار المحاضر إلى ابتكار المؤلف عبارات خاصة به، ومنها أن "المعجز هو فعل الخَلق قبل أن يكون فعل الخَرق"، وأن ثمة نظرتين كبيرتين حول ارتباط الدين بالأخلاق، تذهب إحداهما، حسب مصطلح صعب، إلى أن "الدين أخلاق"، والأخرى إلى أن "الأخلاق دين".


الزعبي
وبدأ الدكتور أحمد الزعبي كلمته بأن ثمة كتباً هي "أيقونات لا تشيخ، وكأنها كُتبت للاحتفال بها كل يوم"، ومنها "المقدمة في فلسفة الدين". وهو "عمل تأسيسي، وصفي ومعياري"، حقق بتميُّز الغرضين اللذين هدف إليهما، وهما "عرض نظريات الفلاسفة حول الدين ومسائله بتحرّي مصادرها الأولية"، و"مناقشة هذه النظريات والآراء للخروج بفلسفة دين خاصة"، مرتكزة إلى نظرية المعرفة الجديدة التي طرحها صعب بديلاً عن نظرية ديفيد هيوم التجريبية، وهي نظرية تنتقص كثيراً من الدين والتجربة الدينية. وفي حين أحال هيوم الدين على مرتبة ذاتية مفتقرة إلى اليقين، فقد أعاده صعب إلى الموضوعية بما أنه قائم على موضوع هو الله أو المطلق، قائلاً إن العقل مفهوم نسبي يعتمد على المعقول، والمعقول الديني غير المعقول العلمي، وله درجات اليقين الخاصة به.

وأشار الزعبي إلى تميز فلسفة أديب صعب بالدفاع عن الدين، وسط فلسفات دين كثيرة تشكك في الدين وتهمشه وترفضه، مهاجمةً إياه بدل الدفاع عنه. وتختلف فلسفة صعب عن اللاهوت بأنها ليست دفاعاً عن دين بعينه، لكنها دفاع عن الدين عموماً، مبني على العناصر المشتركة بين الأديان. ويورد كلام صعب أن "فلسفة الدين ليست لاهوتاً، ولكن لا يمكن أن يقوم لاهوت بعيداً عن فلسفة الدين"، إذ "لو لم يكن الدين بمعناه العام مبرراً، فلا يمكن تبرير هذا الدين أو ذاك".



اقرأ في النهار Premium