يصدر قريبًا كتاب «كلمة أكبر من بيت» للشاعر والكاتب اللبناني عباس بيضون عن دار هاشيت أنطوان/نوفل. من نوافذ متعددة، يطلّ هذا الكتاب على الذاكرة والمدينة. يحضر فيه انفجار الرابع من آب في بيروت كشبح، ويجد مكانه سريعًا بين الكلمات التي تستعرض الذكرى، من دون أن يكون مركزًا أو مرتكزًا لها. يحضر كصوت، ويحوم فوق مدينة أشباح، وفوق ذاكرة متعبة أرهقها الوقت، لكنها تحاول النجاة بإعادة انتاج نفسها بلا تذمر. تحاول القصائد استذكار الغائبين، كما درجت العادة في الشِعر، ولكن هذه المرة يحاول الشاعر أن يضع حدًّا للعلاقة بين الزمن والكلمات، فيشيّد لهما بيتًا في كتاب.
وقد جاء في النبذة:
ثمّ يحدث الانفجار. من غرفته المطلّة على الغياب، ينظر الشاعر إلى الزمن، يراقب تفشّي الصمت وتبخّر الوجوه. ما بقي هو ذكرى نسيان وليس نسيانًا كاملًا، عمرٌ يأتي ويذهب تاركًا خلفه خيطًا يفضي إلى البيت. في الطريق يتحدّث الصوت مع صاحبه فيسمع مطرًا يتعاقب. يرتاح العُمر على السرير، حيث تستعدّ الكلمة للتحليق. ثمّة وقت للنوم، وثمّة وقت للاختفاء. تطفو القصائد فوق الوقت، تنهض مِن بين ركام الدقائق المُستَعملة. تنظر الكلمة إلى البيت وتسأل: أين تبدأ الوحدة؟ متى ينتهي الوقت من الانتهاء؟ من سيملأ الفراغ الكبير؟
عباس بيضون
شاعر وروائي وصحافي لبناني (مواليد 1945، صور) من أبرز الوجوه الثقافية في بيروت، وروّاد قصيدة النثر. درس الأدب العربي في جامعة بيروت العربية، وحصل على الماجستير في الأدب من السوربون الفرنسية. أمضى حياته متنقلًا بين باريس وبرلين وبيروت حيث يقيم الآن. صدرت له سبع روايات منها "خريف البراءة" (2016) التي حازت جائزة الشيخ زايد للكتاب (2017)، بالإضافة إلى ما يفوق خمس عشرة مجموعة شعرية منها "الموت يأخذ مقاساتنا" (2008) التي حازت جائزة المتوسّط للشعر (2009)، وآخرها "الحياة تحت الصفر" (نوفل، 2021). تُرجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والكردية.