النهار

الروائي الفرانكوفوني الطاهر بن جلّون: لستُ صهيونياً وأحبّ لبنان!
المصدر: "النهار"
الروائي الفرانكوفوني الطاهر بن جلّون: لستُ صهيونياً وأحبّ لبنان!
الروائي المغربي الطاهر بن جلّون (أ ف ب).
A+   A-
شرح الروائي المغربي الفرانكوفوني الطاهر بن جلّون سبب انسحابه من المشاركة في "مهرجان كتاب بيروت" الذي ينظّمه "المركز الفرنسي في لبنان"، على خلفيّة تغريدة وزير الثقافة محمد المرتضى وأبعادها، والتي أشار فيها إلى مشاركة كُتّاب يقومون بـ"الترويج للأدب الصهيوني" و"التطبيع الثقافي".
وأكّد بن جلّون أنّه "يُحبّ لبنان، البلد الجريح، المُدمّى، المنهوب، والمُلقى في عزلة مُدقعة"، مشدّداً في المقابل على أنّ البلد "لن يتمكّن من النهوض طالما لا يملك القوة والوسائل والأشخاص للتخلّص من جسم غريب على أرضه، (حزب الله)".

في تغريدة نشرها يوم السبت 8 تشرين الأول، وحذفها بعد اتصال تلقّاه من السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، حذّر وزير الثقافة من "استغلال الحراك الثقافي في سبيل الترويج للصهيونية وخططها الاحتلالية العدوانية الظاهرة والخفية التي بدأت بالأرض ولن تنتهي بالعقول"، رافضاً أن "تفتح (وزارة الثقافة) الباب لثقافة صهيونية ولو مقنعة، أو أن تشرّع لبنان ليكون منبراً دعائياً لأدب صهيوني المحتوى ولأدباء صهيونيي الأهداف والمقاصد والهوى".

تغريدة المرتضى وُصفت بـ"انتهاك الثقافة"، وأعلن الكُتّاب الفرنسيّون باسكال بروكنير، بيار أسولين، إيريك شميت، الطاهر بن جلون وسليم نسيب، الأربعاء 19 تشرين الأول - على خلفيّتها - انسحابهم من المشاركة في "مهرجان كتاب بيروت".

"كان يمكننا أن نتعامل مع هذا النوع من الاتهامات بازدراء"، قال الطاهر بن جلّون، الذي تصدّر اسمه البرنامج الثقافي في صالون الكتاب الفرنسي في العام 2018، وكتب في موقع "Le 360": "لكنّنا في بلد تسوده فوضى كبيرة ويفتقد إلى الأمن، اغتيل فيه كُتّاب وصحافيّون، ناهيك عن رئيس جمهورية، في وضح النهار".

"لماذا رفضتُ الذهاب إلى بيروت؟"، يُكرّر بن جلّون السؤال، مضيفاً: "على حدّ علمي، لستُ صهيونياً، بل على العكس. لكنّ دعمي اتفاقات إبراهيم التي اعترفت بمغربيّة الصحراء وأقرّت استئناف علاقات مع إسرائيل يجعلني صهيونياً". وإذ يُشير إلى أنّ المرتضى "كان يستهدف بيار أسولين وباسكال بروكنر، اللذين لطالما دافعا عن دولة إسرائيل"، أكّد أنّه في ما يتعلّق به شخصيّاً، "لا يمكن لمواقفه السياسية أن تُرضي هذا الرجل الذي يتحرّك بين يدَي السلطة الإيرانية".

يستذكر بن جلّون الزميل سمير قصير، واصفاً إيّاه بالصديق، والطريقة الهجميّة المروّعة التي أُسكت فيها. "كيف تذهب إلى ديار شخص يقول في وجهك: لا نريدك هنا؟"، يسأل، ويرى أنّه "من المُسلَّم به أن الوزير، المأجور من (حزب الله)، يمثّل نفسه فقط"، سائلاً في المقابل: "كيف يمكنك التأكد من أنّ مجنوناً آخر لن يستيقظ صباحاً ليرتكب مجزرة في عاصمة شرطتها غير قادرة على السيطرة ولا أمان فيها لأيٍّ كان؟".

كان بإمكان "أكاديمية غونكور" أن تقرّر عدم الذهاب إلى لبنان، قال بن جلّون، "لكنّنا نعمل بديموقراطية، وقد ألحّ رئيسها وأمينها العام على الحضور، كطريقة لإبلاغ الوزير بأنّنا لا نأخذ في الاعتبار تصريحاته العدوانيّة... لقد اتّخذ الجميع قرارهم بالذهاب أو عدم الذهاب بحرّية".
 
 
 

اقرأ في النهار Premium