لا شكّ في أنّ الأدب يُظهر الحالة النفسية التي يمر بها الكاتب، وفي الوقت نفسه، قد يعكس أيضاً الوضع الاجتماعي في الأوقات المضطربة، سواء كان ذلك قلقاً أو حتى ألماً.
ولكن ماذا عن تلك اللحظات التي تجلب ابتسامة صغيرة؟ مع نهاية هذا العام الذي اتّسم بالأحداث الحزينة، اختارت
"واشنطن بوست" الكتب لتقدير الأشياء البسيطة في الحياة.
"غرايس آدامز الرائعة" بقلم فران ليتلوود
غرايس آدامز، الشخصية الرئيسية في هذا الكتاب، لامعة بجوائز متعددة، وتتقن خمس لغات. كان لديها مستقبل مليء بالفرص، لكنها اليوم، عاطلة من العمل في الأربعينيات من عمرها، تواجه طلاقاً مؤلماً، وتفشل في توصيل كعكة عيد ميلاد لابنتها المراهقة المنفصلة عنها. من خلال استخدام ثلاثة جداول زمنية، تكشف الرواية الاختيارات التي أدّت إلى انهيار زواجها وتدهور حياتها المهنية. وعلى الرغم من أنها ليست مثالية بالتأكيد، فإن غرايس مصمّمة على التأكيد للجميع، خاصّة ابنتها، أنها لا تزال رائعة.
"حياة أفضل من خلال تربية الطيور: ملاحظات من رجل أسود في العالم الطبيعي" بقلم كريستيان كوبر
"انتشرت حادثة كريستيان كوبر، رجلٌ أسود، بشكل واسع بعدما اتصل رجل أبيض بالشرطة في سنترال بارك. وبعد أكثر من ثلاث سنوات، كتب كوبر، المعروف كمقدّم لبرنامج "Extraordinary Birder" على قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، مذكرات مؤثرة تستعرض تلك الحادثة، بالإضافة إلى شغفه الطاغي بالطيور والأبطال الخارقين طوال حياته. وفي نداءٍ لابتكار شخصيات خارقة ذات تمثيل للمثليين في عالم "مارفيل"، يسرد كوبر أيضاً الكتاب الصوتي الخاص به، حيث يُفتتح كل فصل بصوت نداء طائر مختلف".
"كتاب تشارلي: الحكمة من الحياة الأميركية الرائعة لرجل يبلغ من العمر 109 أعوام"، بقلم ديفيد فون دريله
عندما انتقل أحد الصحافيين إلى كانساس في الولايات المتحدة، يكتشف أن جاره عاش لأكثر من قرن، ويقرّر حينها أن يروي قصّة الرجل. عاش تشارلي وايت حتى عمر 109 أعوام، وهو يشاهد العالم يتغيّر مراراً وتكراراً خلال عصر الجاز، والكساد الكبير، وعصر أجهزة الراديو ثم الهواتف الذكيّة (مارس شارلي الطب بينما كانت جراحة القلب المفتوح لا تزال في طور التطوّر). يرسم فون دريله، وهو الآن محرّر وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست"، صورة رقيقة للرجل المتفائل الذي يبلغ من العمر مئة عام ولم يفقد يوماً من إصراره على تحقيق السعادة.
"كتاب المسرّات" بقلم روس جاي
في "كتاب المسرات" للكاتب روس جاي، يتفاعل جاي مرة أخرى مع سحر الحياة اليومية. تكشف مقالاته هذه عن تلك اللحظات التي قد نتجاهلها في صخب الحياة، ويستعرض الأمور البسيطة مثل ارتداء الجوارب قبل الخروج للمشي أو إعداد فنجان من القهوة بالطريقة الصحيحة. وفيما يتحدث جاي عن التفكير في الحزن والعنصرية في أميركا، يبقى دائماً صادقاً ومؤثراً بطريقته الفريدة. حتى في اللحظات الصعبة، يدعونا جاي للإعجاب بعجائب الطبيعة الصغيرة وتذكيرنا بأننا جميعاً مترابطون.
"تشاينيز غروف" بقلم كاثرين ما
يصل شيلي البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً إلى سان فرانسيسكو مثقلاً بأحلام كبيرة، وتاركاً وراءه حزن عائلته في مقاطعة يونان الصينية. وغرفة الضيوف التي ظنّها فاخرة، اتّضح أنها أريكة متوفرة لمدة أسبوعين في الحدّ الأقصى.
في هذا الكتاب، يكافح شيلي من أجل العثور على استقراره في بلد جديد لا يرقى إلى مستوى التوقعات. ومع ذلك، يرفض شيلي التخلّي عن سذاجته وموقفه الإيجابي. وبدلاً من ذلك، فهو لا يزال يؤمن بما يسمّيه "تشاينبز غروف" "chinese groove" (العلاقة بين أبناء وطنه) في هذه القصة المؤثرة عن تجربة المهاجرين.
"مكان سعيد"، بقلم إميلي هنري
كتاب "مكان سعيد" للكاتبة إميلي هنري، انفصلت هارييت وخطيبها واين منذ ستة أشهر، ولكن أصدقاءهما من الكلية لا يعلمون ذلك. حينما ذهبوا جميعاً في إجازتهم السنوية إلى كوخ في ولاية ماين، أصبح على هارييت وواين التظاهر بأنهما زوجان. تتخلّل القصّة ذكريات الماضي التي ترسم صورة للرومانسية بينهما، والتي انتهت بالانفصال في نهاية المطاف. "مكان سعيد" قد تكون أكثر قصص الحب إيلاماً لقلب الكاتبة حتى الآن، وهي قصيدة عن الفرص الثانية وكيف نجد الراحة بعضنا في بعض".
"كوميديا رومانسية" بقلم كيرتس ستينفيلد
لقد تخلّت سالي ميلز عن الحبّ. بعد زواج فاشل في العشرينيات من عمرها، تكتفي الكاتبة الحائزة جائزة "إيمي" بتشغيل كل طاقتها على عرض كوميدي في وقت متأخر من الليل لا يختلف عن "Saturday Night Live"، ثمّ أصبح نجم الروك الوسيم نواه بروستر مضيف البرنامج.
ومع ذلك، لا تستطيع سالي فهم سبب اهتمامه بها، "امرأة عادية، حمقاء، غير مهذبة"، وتخرّب علاقتهما بشكل متكرر. مع اشتداد علاقتهما الرومانسية وتحوّلهما إلى صديقَي مراسلة بسبب الجائحة، أدركت أن أكبر عقبة أمام نهايتها السعيدة تتعرقل بسببها.
"ما تبحث عنه موجود في المكتبة"، بقلم ميتشيكو أوياما، ترجمة أليسون واتس
لدى سايوري كوماتشي، أمينة مكتبة طوكيو الغامضة، موهبة: يمكنها الشعور بما يفتقده شخص ما والكتاب الذي يحتاج إليه للعثور عليه. تتبع الرواية خمسة أشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم ويتعامل كل منهم مع أزمة وجودية.
تجسّد المحادثة البسيطة مع كوماتشي، المرفقة بتوصية بكتاب مناسب، لحظات تحوّلية. وتُعدّ الرواية التي تُرجمت من اليابانية، سرداً ساحراً حول سحر القراءة.
"لعبة التمنّيات" بقلم ميج شافير
تتوق لوسي هارت، مساعدة معلمة الأطفال، إلى تبنّي طالبها اليتيم كريستوفر. لكنها تفتقر الى الإمكانيات. وعندما يعلن كاتبها المفضّل عن عمله الجديد بعد توقف دام ست سنوات، يتم اختيار لوسي للتنافس على النسخة الوحيدة المتاحة.
في تحدٍّ غريب يشبه "تشارلي ومصنع الشوكولاتة"، يجب عليها التفوق على المتنافسين الثلاثة الآخرين لضمان مستقبلها ومستقبل كريستوفر. مع ألغاز المؤلف، ومساعدة هوغو، وفريق غامض من الناشرين والمحامين، سيكون الانتصار تحدّياً ليس سهلاً.