الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

مئة عام على "ملوك العرب" لأمين الريحاني: الحلم المستحيل أو الاستحالة الحالمة

المصدر: "النهار"
Bookmark
الطبعة الإنكليزية من كتاب ملوك العرب، الجزء الثاني بعنوان "القمم والصحاري العربية، رحلات في اليمن".
الطبعة الإنكليزية من كتاب ملوك العرب، الجزء الثاني بعنوان "القمم والصحاري العربية، رحلات في اليمن".
A+ A-
أمين ألبرت الريحانيلا يكفي أن نحتفل بالكتاب، أي كتاب، ومؤلفه، ثم نتركه طريدًا شريدا على قارعة الطريق. منذ مئة عام أصدر أمين الريحاني "تحفته" العربية، كما أسماها مارون عبود. قال كلمته السياسيّة العربيّة ورحل. قال كلمته الأدبيّة ومشى. ترك سِفرا نفيسًا وما رافقه من المواقف والمعاني والمصطلحات والآراء المحاطة بإشكالات لا تنتهي. وباعتقادي ان تكريم الكتاب لا يصح إلّا بإزالة اللبس حوله، وتكريم الكاتب لا يتم إلّا بإيضاح كلّ غموض حوله. بهذا المعنى صدر "ملوك العرب"، في بيروت عام 1924، كالصاعقة على قرّاء العربيّة في لبنان ودنيا العرب. صَدَر بطبل وزمر، بمهرجان من الآراء ووجهات النظر، وسرعان ما انقسم جمهور القراء إلى مناصر مؤيِّد، ومعارض مشاكس. وقد نَتَجَت من ذلك كله سلسلة من الأسئلة السياسيّة والاجتماعيّة والدنيَويّة والوطنية بحيث أطلق الملك فيصل الأول، ملك العراق، صفة "العجيبة" أو "الرحلة العجيبة" على مشروع الرَيحاني العربي الضخم. هذا المشروع يشكِّل الإشارة الأولى إلى المحاولة الفرديّة الشخصيّة السبّاقة التي يخرج منها بطل الرَيحاني، خالد، من الكتاب، أو من الرواية، ضاربًا عصاه السحريّة وسط الرمال الأسطورية علّه يشق "بحر" الصحراء ليفتح وسطها الطريق إلى تحقيق "حلم الإمبراطوريّة" ويؤسِّس لـ"المدينة العظمى" على دروب "الاتحاد والترقي". وفي الوقت الذي كان يشهد "كتاب الملوك" للعديد من المواقف الإيجابية حول "ملوك العرب"، وترجماته الإنكليزيّة في الصحافة الأوروبية والأميركيّة، كانت الملابسات والاستفهامات تتواصل حول الكتاب في الصحافة العربيّة في مصر ولبنان وسائر أنحاء العالم العربي. وسنتوقف عند بعض إيجابيّات الصحافة الأوروبية والأميركية قبل الرد على الإيضاحات والاستفهامات الساعية إلى جلاء الحقيقة في "سِفر الملوك": قارنَت صحيفة "نيويورك تايمز" بين الريحاني وكبار المستشرقين الغربيين قائلة: "من خلال عيون داوتي ولورانس... اطّلع معظمنا على حقائق الجزيرة العربية. لكن في هذه المجلدات الحالية لأمين الريحاني أمثال "صانع الجزيرة العربية الحديثة" (باللغة الإنكليزيّة)، من حسن حظنا أن نشارك رؤية الشرقي نفسه... إن السيطرة على دقة لغتنا، التي كشفت عنها هذه الصفحات، أمر خارق للطبيعة"... (13 أيّار 1928) ويتوقف المستشرق الروسي، إنياس كراتشكوفسكي أمام شخصيّة الريحاني كما رآها في "ملوك العرب" بقوله: "سطوركم الجميلة تشفّ منها شخصيّتكم الخاصّة، ولا أرى مثيلًا لها بين الكُتّاب من أبناء العرب الناهضين في مختلف أنحاء العالم العربيّ..." (10 حزيران 1928، "الريحاني ومعاصروه"، ص 256-257). واللافت أن المؤرخ والفيلسوف البريطاني آرنولد توينبي كان يستشير أمين الريحاني في كتاباته حول العرب والشرق الأوسط معتبرًا أن صاحب "ملوك العرب" يتمتّع برأي صريح ومعرفة مباشرة يُعوَّل عليها في الشؤون العربية السياسية والثقافية والفكرية المعاصرة. يقول توينبي مخاطبًا الريحاني: "أرسل إليك هذه المسودات [حول...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم