كثيرة هي الكتب التي تحدثت عن العرب والشرق من وجهة نظر غربية، وندر أن تغوص العيون العربية في المجتمعات الغربية ناقلة قصصها ورؤيتها عنها. في الواقع، فعلها فيصل عباس، مصدراً كتاباً يتناول الغرب بعيون عربية، مسلطاً الضوء على أهمية الجسور الثقافية وما تستند إليه من بنيان صلب للمصالح المشتركة.
يستثمر رئيس تحرير "عرب نيوز" تجربة ومراساً مكثفاً في عاصمة الضباب، ومعاصرته أدق المراحل التي عاشتها لندن في ظل تحدي البريكسيت المفصلي. يشبك جسوراً وتفاهمات بين المملكتين في لحظة يتحتم فيها على العملاق الخارج من منظومة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية البحث عن خيارات وشراكات. فيصل عباس المنظّر لرؤية ٢٠٣٠ السعودية، يجيد مخاطبة الغرب بلغته ومفاهيم عابرة للثقافات، وهو ما ترجمه في "حكايا عربي أنغلوفوني".
ويقول عباس أن أهمية الكتاب تكمن في تقديمه الغرب بعيون عربية، وهو ما قلّ أن نجده في المكتبات.
وفي مقر رابطة المؤلفين البريطانية Society of Authors في وسط العاصمة البريطانية لندن، أقيمت ندوة حول العلاقات العربية-البريطانية تمحورت حول اطلاق رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" فيصل عباس كتابه الجديد "حكايا عربي أنغلوفوني" Anecdotes of an Arab Anglophile ، الصادر باللغة الإنكليزية عن دار "نوماد بابليشنيغ" البريطانية.
وتناولت الندوة، التي أدارها مدير مجلس التفاهم العربي-البريطاني (كابو)، كريس دويل، المحاور الرئيسية التي يتطرق إليها الكتاب. ومن بين تلك المحاور، أهمية بناء الجسور الثقافية، والتعرف على عادات وتقاليد المجتمعات المختلفة، وأيضا أجابت عن أسئلة عدة حول الاصلاحات والنهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ظل رؤية ٢٠٣٠، وأهميتها بالنسبة للمنطقة والعالم.
وأعرب السفير السعودي في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر بن سلطان، في كلمته الافتتاحية عن شكره للدور الذي تقوم به "عرب نيوز"، ورئيس تحريرها فيصل عباس، عبر أعماله الأدبية، مضيفا أنها "تسهل عمله كسفير".
وأوضح الأمير خالد أن العادة جرت أن تكون غالبية الكتب المنشورة تعكس نظرة بقية العالم لمنطقة الشرق الأوسط، مضيفا أنه "من الرائع رؤية الأدوار تتبادل"، وموضحاً بأنه يعتقد بأن ذلك "جزء من النهضة التي نراها في بلد مثل المملكة العربية السعودية في مجالات الثقافة، والاقتصاد، والتجارة، وغيرها".
من جهته، أعرب المتحدث الرئيسي من الجانب البريطاني، السير بين إليوت عن أن مثل هذه الكتب "تلعب دوراً مهماً في تعزيز الاحترام والتفاهم بين بلدينا الرائعين".
وأضاف: "الكثير منا كان محظوظاً بزيارة السعودية والشعور بالحيوية التي تتمتع بها، وما يساهم به كتاب مثل كتاب فيصل عباس هو إيضاح أهمية التبادل الثقافي وكيف يجب علينا جميعاً توسعة مداركنا عبر السفر، والاحترام، والحوار المفتوح".
وتلت الندوة جلسة توقيع الكتاب، وحفل تعارف بين الحضور الذي شمل عدداً من أعضاء مجلسي النواب واللوردات، وسياسيين سابقين وعدداً من كبار الصحافيين والأكاديميين البريطانيين والعرب.