لعلها علامة اضافية جديدة من علامات عودة الروح الى بيروت التي تتحدى الموت مرة بعد مرة، ان تبادر فرقة كركلا، وبعد غياب طويل، الى اعادة احياء مسرحها في حرج تابت، وتقديم العمل الجديد المسرحي الغنائي الراقص "فينيقيا" تعاونا مع السفارة الايطالية. والافتتاح الخميس المقبل 13 نيسان الجاري.
وقبل الاطلاع على العمل وتقويم المسرحية لاحقا، فان المبادرة في ذاتها تستحق الثناء، خصوصا ان الازمة الاقتصادية الزمت "مسرح كركلا" وغيره من الفرق اللبنانية على تقديم اعمالها الاولى خارج البلاد حيث تتوافر القدرة المالية على الانتاج، على ان تقدم الاعمال اذا امكنها ذلك، وسمحت الاوضاع، في عروض ثانية وثالثة في لبنان، بعد ان تكون غطت مصاريفها الانتاجية.
والعمل الجديد يروي "دخول أَحيرام ملك فينيقيا معبدَه فتُقام الطُقُوس لاستقبال ابن الفرعون رمسيس العظيم: آمون حور خبشفت، إِذ سحره جمال أميرة فينيقيا سيديروس ابنة أحيرام، فجاء يطلبها زوجة له. يمر الزمن... تتعاقب العصور... تتهدَّم المعابد... ويبقى التاريخ شاهدًا على الأمس، فاتحًا صفحة منه جديدةً في الحاضر من الزمان وسْط أَجواء قرية لبنانية يتوافد أَهاليها إلى ساحتها التي هي مرآة حياتها اليومية وأحداثها.
من هذه الأحداث انقسامُ الضيعة بين حيّ رأس الجرد وفيه مزرعة هندومة وابنتِها العاشقة ليلى، وحي التل العالي وفيه مزرعة المركيز أبو فضلو وابنه فضلو.
ويظهر الشاب مزيان الذي ستغيّر قصة حبه لليلى المفاهيم السائدة والتقاليد البائدة لزواج الـمَصالح.
هكذا الحب، له التاج والصولجان في كلّ مكان وزمان، حينًا يقطف للعشاق تفاحة الفرح، وحينًا يقطر لهم دمعة حزن.
وكانت فرقة كركلا قدمت في العام 2018 رحلة غنائية راقصة بعنوان "فينيقيا الماضي الحاضر"، في مهرجانات جبيل، أعادت إلى الاذهان نكهة مسرح الأخوين رحباني باختيارها القرية نموذجا رمزيا لانقسامات اللبنانيين وصراعاتهم.
وقد حضر نحو أربعة آلاف شخص لمتابعة هذا العمل الفني المبهر مشهديا الذي قدمته الفرقة في مناسبة يوبيلها الذهبي، قبل ان تتدهور الاوضاع، وتتوقف المهرجانات، وتسود العتمة لبنان.