النهار

مشاركة لافتة لدور النشر اللبنانية في مهرجان "الشارقة القرائي للطفل"… الأسواق الخارجية ملجأ في الأزمات
فرح نصور
المصدر: "النهار"
مشاركة لافتة لدور النشر اللبنانية في مهرجان "الشارقة القرائي للطفل"… الأسواق الخارجية ملجأ في الأزمات
من أحد أجنحة العرض.
A+   A-
على عادتها السنوية، تشارك دور نشر لبنانية عديدة في مهرجان "الشارقة القرائي للطفل". وفي هذا العام، كان وجود الدور اللبنانية لافتاً، إذ تلت دور النشر الإماراتية، التي بلغت الـ50 داراً، بـ13 داراً، قبل أن تحلّ دور النشر من الدول الأخرى مثل مصر والكويت والعراق.
 
 في هذا الإطار، يتحدّث مسؤول جناح "دار الشمال"، كمال أبو دان لـ"النهار" عن أنّهم يشاركون منذ أكثر من 20 عاماً في معارض الكتب في الإمارات العربية المتحدة. لكن المشاركة الراهنة تأتي وسط استفحال الأزمة في لبنان، حين دفعت العديد من دور النشر الأخرى إلى التفتيش عن أسواق خارجية؛ فسوق الكتب في لبنان "مات"، سواء في مجال كتب الأطفال أو الكتب الثقافية الأخرى عامة. كذلك الأمر بالنسبة إلى دور النشر، التي تصدر كتباً مدرسيّة، فإنّها تبحث عن خطوط خارجيّة لتصدير إنتاجها إلى خارج لبنان.
 
بالتالي، فإنّ مشاركة الدور اللبنانية في معرض الشارقة بالتحديد مهمّة، وتعود بالفائدة على هذه الدور لكون حاكم الشارقة يولي أهمية كبرى للقراءة، والإمارة تُشكّل عاصمة للقراءة والثقافة.
 
أمّا مسؤول الجناح في "دار المجاني" طوني عبّود، فيوضح لـ"النهار" بأنّهم مجبورون على الخروج من لبنان بحثاً عن أسواق جديدة. ففي لبنان، ليس هناك إقبال على أدب الأطفال، وقد تراجعت كثيراً قراءة كتب الأطفال، ويقتصر الأمر على شراء الكتب المدرسيّة حصراً، وعلى القصص التي تطلبها المدارس فقط، وقلّما يطلب أحد الأطفال كتباً للثقافة العامة.
 
لكن دور النشر لا تقتصر بمشاركتها على البيع، بل تسعى إلى إبراز أسمائها وطبيعة نشاطها أمام التجار الخارجيين. وبرأي المسؤول أنّ كتب الأطفال اللبنانية هي من أجود الكتب طباعةً وتدقيقاً وتأليفاً، "فنحن في لبنان من أفضل دور النشر في المنطقة".
 
من جهته، يورد المسؤول في جناح "دار الفكر اللبناني" محمد بحسون لـ"النهار" أنّهم من المواكبين لجميع المعارض الثقافيّة في كافة الدول العربية، و"مهما اشتدّت الأزمة، سنثبت وجودنا خارج لبنان، وسنؤكّد على تمسّكنا بالثقافة التي اعتدنا عليها، فهي هويتنا. وهذا المعرض هو مكاننا الطبيعي الذي اعتدنا الوجود فيه".
 
ويضيف أنّ "المشاركة في المعرض محدودة لكونه متخصِّصاً في أدب الطفل"، موضحاً بأن "عدد دور النشر التي تمّ قبولها للمشاركة فيه يمثّل رقماً جيّداً بالنسبة إلى باقي الدور الآتية من دول عربية أخرى. ومشاركة الدور اللبنانية هذا العام كانت لافتة في هذا المهرجان، والقيّمون على هذا الحدث يعرفون جيّداً قيمة الإنتاج اللبناني من كتب الأطفال، وللّبنانيين مكانهم المحفوظ دائماً في هذه المعارض".
 
في السياق نفسه، وعلى عادتها، تشارك "دار الساقي" اللبنانية سنوياً في مهرجان "الشارقة القرائي للطفل". وللسنة الثانية، تنال الدار جائزة "الملتقى العربي لنشر كتب الأطفال"، من رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، عن كتاب "ألوان مدينتي" للكاتبة اللبنانية رانيا زبيب ضاهر ورسوم الرسامة الإيطالية تريزا ألبيريني، عن فئة الطفولة المتوسطة التي تتراوح ما بين الـ6 والـ9 سنوات.
 
خلال تسلّم "دار الساقي"جائزة "الملتقى العربي لنشر كتب الأطفال".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium