ضمن رؤيتها في تعزيز حضور الثقافة الإماراتيّة والعربيّة في كبرى الفعاليات الدوليّة والعالميّة، شاركت "هيئة الشارقة للكتاب" في الحدث الأدبي الأبرز في الولايات المتحدة "مهرجان الكتاب الوطني"، الذي تنظمه مكتبة الكونغرس في دورته الـ 22 تحت شعار "الكتب تجمعنا"، بحضور ومشاركة 90 كاتباً أمريكيّاً.
وقدّمت الهيئة في الحدث الذي يعقد سنوياً منذ أكثر من عشرين عاماً، نموذجاً حيّاً لراهن الحراك الثقافي الإماراتي والعربي، حيث كانت واحدة من المؤسسات الراعية للحدث، وفتحت عبر برنامج مشاركتها الباب أمام الناشرين والكتّاب الأميركيّين للمشاركة في "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، الذي سجل العام الماضي تاريخ أكبر معرض في العالم على مستوى بيع وشراء الحقوق.
واستعرضت الهيئة خلال مشاركتها الفرص التي يملكها قطاع النشر الإماراتي والعربي، إذ قدمت صورةً واقعيّةً لحجم الحراك الثقافي والإبداعي، سواءً على مستوى الترجمة، أو التأليف، أو المبادرات النوعية في تعزيز ثقافة القراءة، كما كشفت ثمار مبادراتها في دعم صناعة الكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية.
وزار رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، على هامش المهرجان، مكتبة الكونغرس، واجتمع برئيسة المكتبة الدكتورة كارلا هايدن، وبحث الجانبان مجالات التعاون والعمل المشترك. وأهدى العامري للمكتبة نسخاً باللغة العربية والإنجليزية من كتاب عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بعنوان "سلاطين كلوة"، تسلمتها رئيسة المكتبة.
وقال أحمد العامري: "تمضي هيئة الشارقة للكتاب في كل ما تقوده من جهود على المستوى المحلي والدولي برؤية واضحة وضع عمادها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، نؤمن فيها أن حجم حضور الثقافة العربيّة عالميّاً هو تجسيد لقوة وتأثير مساهمتها في مسيرة الحضارة الإنسانيّة، ومن هنا نحن حريصون على المشاركة في كبرى المعارض والفعاليّات الثقافيّة الدوليّة، فالشارقة تحمل على المستوى المحلي والعربي مسؤوليّة دعم الكتاب والنهوض بصناعته، وعلى المستوى الدولي والعالمي تُعدّ حلقة الوصل والبوابة التي تتواصل فيها الثقافة العربية مع نظيرتها في العالم".
وأضاف العامري: "ننظر إلى الثقافة ليس بوصفها مساحةً للإبداع والتأمل والإنتاج المعرفي وحسب، وإنما بوصفها مساراً لتجسيد عمق هويتنا، وتشكيل علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخر، فهي بوابة للحوار بين ثقافتنا ومختلف ثقافات العالم، لهذا تتبنّى الهيئة بتوجيهات حاكم الشارقة، مسؤولية فتح أفق التواصل مع الثقافة الإماراتيّة والعربيّة، وهذا ما نجني ثماره في حدث نوعي مثل مهرجان الكتاب الوطني يجمع نخبة من كبار الكتاب الأميركيّين".
بدورها، أشادت هايدن بالجهود التي تقودها الإمارة على مستوى العالم لمدّ جسور التواصل الحيّ والفعّال بين الثقافة العربية ونظيرتها في مختلف بلدان العالم، مشيرةً إلى أنّ الشارقة باتت هي الخيار الأول لدى المؤسسات الثقافية وممثلي المعارض والفعاليّات الإبداعيّة الأميركيّة عند الحديث عن مشاريع تحتفي بالثقافة العربية أو تفتح معها حواراً مشتركاً.