بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أُقيم معرض فنّي بعنوان "صوتها ... قوتها"، بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالتعاون مع الاتّحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في بيت بيروت - السوديكو.
يهدف المعرض بشكل أساسي إلى الاحتفال بالمرأة وأعمالها الفنية وأحلامها. وتشارك في المعرض 24 فنانة من ثقافات وخلفيات مختلفة لمدة ثلاثة أيام، للتعبير عن أنفسهنّ وعن جميع جوانب المرأة، معاً. ويقدّمن مختلف أنواع الفنون والأعمال من لوحات وصور ومنحوتات ومجسّمات، جسّدت صوت المرأة وقوّتها.
وفيما يمتدّ المعرض ليومي 9 و10 و11 آذار، يضمّ ورش عمل متنوّعة تتناول قضايا المرأة من قانونية واجتماعية وغيرها، من بينها واحدة للرسم تكريماً لإيتيل عدنان، كما سيضمّ الأمهات والأطفال في اليوم الأخير.
(حسن عسل)
من جانب المجسّمات، تعرض المحامية والفنانة ميرنا معلوف -التي لطالما كانت حسّاسة تجاه كلّ ما يتعلق بالأطفال وحقوقهم، وبالمرأة وقضاياها وحقوقها- مجسّمات نساء رسمتها واختارت منها الجزء الممتدّ من الأكتاف حتى الحوض، وأخرى بثدي واحد فقط، للدلالة على النساء اللواتي يخضعن لاستئصال أثدائهنّ من جراء إصابتهنّ بهذا مرض السرطان، كحملة للتوعية بهذا المرض.
خلال عرضها هذه المجسمات في اليوم العالمي لسرطان الثدي، تعرّضت أعمالها للتكسير ومُنعت من عرضها في الشارع، "ما ولّد لدي ردة فعل عكسية وإرادة صلبة للاستمرار بعرض هذه المجسمات لإيصال الرسالة أقوى"، تقول ميرنا لـ"النهار". وحالياً في معرض "صوتها... قوّتها"، تعرض ميرنا المجسمات التي تم تكسيرها لإيصال رسالة "قوة المرأة واستمرارها رغم التعنيف ومحاولات إحباطها، فمهاجمتنا تقوّينا".
ومن بين الرسامات اللواتي قدّمن لوحات رائعة، تتحدّث الرسامة لوما رباح لـ"النهار" عن الرسالة من رسومها التي صوّرت فيها الطبيعة وفصل الربيع والبدايات الجديدة، فـ"الطبيعة بحدّ ذاتها تجسّد المرأة التي تتجدّد بالربيع، وهي التي تعطي الحياة وهي الأم، وهي التي تحافظ على دورة الحياة، وكلّما مرّت بصعوبة تعاود الوقوف مع أمل جديد وقوة وتزهر كأزهار الربيع من جديد بعد شتاء صعب".
(حسن عسل)
وبرأي لوما، ليس هناك أي عائق من وصول المرأة إلى أعلى المراكز. وفي رأيها أن نشأة المرأة في مجتمعات ذكورية في كنف رجال نرجسيّين، تجعلها تشعر أنّها غير قادرة على الإنجاز، وهي بدورها تنشئ بناتها على هذه الأفكار. ومجتمعاتنا أقنعت المرأة أنّ الرجل قادر أكثر منها على الوصول إلى هذه المناصب، رغم أنّ قدرتها تفوقه، بدقة عملها وكمالية إنجازاتها، "لكن هذا أمر ليس فقط غير مقبول، إنّما هو غير صحيح وغير واقعي".
وفي جانب التصاميم الخزفية، تروي الفنانة نجوى نحاس لـ"النهار" قصة مزهريّاتها المختلفة والحديثة التي عرضتها في المعرض. فقد خصّصت هذه القطع للمرأة بشكل أساسي، "لإثبات عزمها وقوّتها على الاستمرار رغم الأزمات والصعاب".
(حسن عسل)
وعلى الرغم من أنّ قطعة المزهرية بحدّ ذاتها لا توصل رسالة للمرأة بشكل خاص، وفق نحاس، إنّما هي "نضالُ من قام بها وطريقة عملها والإصرار على الإبداع من خلالها هو أسمى رسالة نوصلها كنساء"، لا سيما في ظل الأزمة، إذ أثبتت المرأة أنّها السند الأول للرجل، بقوّتها العاطفية وعطائها اللامتناهي، فهي قوية وقادرة على القيام بالكثير.
الفنانات المشاركات في المعرض هنّ: ألكسندرا بيطار، كالين لادقي، ديالا يافي، فانتين سماحة، هيبة بلّا بواب، ليلى داغر، لوما رباح، ماري جو كاي، نيفين مطر، بولا شاهين، شرمين اليافي، أندريا نصار، نجوى نحاس، فانيسا داموس، كارلا هنود، فاديا أحمد، فرانشيسكا ماتا، ماري نويل فتال، رانيا مطر، كارول إنجيا، لينا الحسيني، ميرنا معلوف، نايلة كاي ساروفيم.
ويمتدّ المعرض ليومي 9 و10 آذار، من الساعة 4 مساءً حتى 8 مساءً، ويوم 11 آذار من الساعة 11 صباحاً حتى 6 مساءً في بيت بيروت-سوديكو.
(حسن عسل)