النهار

"ثلاثة فنانين ونايلة تويني"... الفنّ يجتمع برسالة إنسانية شاهقة!
هنادي الديري
المصدر: "النهار"
"ثلاثة فنانين ونايلة تويني"... الفنّ يجتمع برسالة إنسانية شاهقة!
طوال شهر انضمت شخصيات كثيرة الى نايلة تويني والفنانين الثلاثة.
A+   A-
كان لا بدّ لهذه الفكرة الزاهية والشاهقة برسالتها الإنسانيّة من أن تولد في المحترف المُشرق الذي يطل على أحد شوارع الأشرفية الصغيرة، وتتوسّله الفنانة لوما ربّاح لتبثّ الفرح وومضات هاربة من الأمل "للرايح والجايي".
 
وكانت مسألة شبه عاديّة أن يتوقف المارّة طوال شهر كامل أمام الواجهات الزجاجيّة الكبيرة ليسترقوا النظر إلى العجقة "الملوّنة" والمُزخرفة بأنغام الموسيقى والأحاديث الجانبيّة والكثير من اللوحات التي ستبثّ الحياة للأرواح الصغيرة التي زارها القدر ذات يوم "غدّار".
 
 
تُرى ماذا يفعل هؤلاء المجانين في هذا المحترف المُسيّج بأحلام من المفترض أن تكون رحلت وأخرى دُفنت؟
وهل هذه نايلة تويني تُشاركهم جنونهم المُلوّن في بلد يغرق في ظلمة الليل الأبدي؟ وهل هذه أصداء الضحكات السعيدة التي أصبحت أكثر ندرةً من البدايات؟
بالفعل، هذا المشهد البيروتي لم يكن من وحي مُخيّلة تتعلّق بغيوم الوهم الهاربة، بل كان أشبه بالزائر "الدوّيم" الذي لا نملّ حضوره بل نُشارك "بكلّ طيبة خاطر" في تنميق شراشيب "ثوبه".
 
طوال شهر كامل انضمّت رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني إلى لوما ربّاح، الياس أيوب وسمعان خوّام الذين لديهم بصمتهم الخاصّة في الفن، وأمضوا ساعات طويلة يومياً في المُحترف الذي يطل على بقايا عاصمة ملّت نزفها، ورسموا واستضافوا عشرات الزوّار ليرسموا معهم، فيقدّموا تالياً مساء الاثنين والثلثاء ٢٠ و٢١ آذار في غاليري Mojo القائمة مقابل كنيسة مار نقولا – الأشرفية، لوحات وُلدت من رحم الأمل (وبعض ألم!)، يعود ريعها إلى جمعيّة Chance التي تقف إلى جانب الأولاد الذين يرتدون ثوب "هيداك المرض".
 
أطلق على المشروع – الأمل اسم 3 Artists And Nayla Tueni، والزوّار الذين شاركوا رقصة الألوان والأمل "إلهم القدر والقيمة"، وأرادوا أن يضطلعوا بأدوار محوريّة في إضافة بعض زهو على كل هذا الظلام الذي اتخذ الصدر مسكنه، وإن كانوا لا ينتمون إلى رواق الفن. وهم: جورج جعارة، مارون شديد، رانيا حمود، رؤوف الرفاعي، شارل خوري، كارلوس غصن، كريكور جابوتيان، فادي الشمعة، محمد عليان، منى أبو حمزة، مهى الخليل شلبي، نانسي سلموني، طارق مقدّم وريشار جريصاتي.
 
 
وبالإضافة إلى هذه الأسماء الكبيرة رحّب الفريق بروّاد الشارع وسكّانه والمارة الذين أرادوا أن "يُفجّروا" مواهبهم أو يُعالجوا الروح المُتعبة، ليرسموا ويُشاركوا في عمليّة الخلق وإن لم يكن الفن نقطة قوّتهم أو "مربط خيلهم".
 
وانسابت الضحكات غير المكبوحة والألوان "المفرفحة" في كل الاتجاهات داخل المحترف وخارجه، ولا سيما أن الهدف واحد: الاستعانة بالخلق لتقديم المُساعدة ولنشعر جميعاً بأننا ننتمي إلى ملاذ يوحّدنا، نحن الذين لم نعد نعرف كيف تبدو قصص حبّنا.
 
وبالنسبة إلى لوما ربّاح، كانت فكرة انضمام نايلة إلى هذا المشروع مسألة طبيعيّة ولا سيما أن تويني تلميذتها في الفن، ولطالما بحثتا معاً عن مختلف السبل لتزويد العاصمة بفصول فرحة في هذا الكتاب المُرهق الذي تعيشه قدرها.
 
 
وذات يوم بيروتي مُسيّج باللاشيء الراعب قرّر الأصدقاء الأربعة أن يُسهموا بطريقة أو أخرى في تلوين أيام العاصمة، عوض الانغلاق على الذات والغرق في الهموم تمهيداً للكوارث القادمة لا محال!
 
ووُلدت فكرة المشروع الذي يجمع الفن والمرح والفرح بجمعيّة ‏Chance التي تترأسها الدكتورة رلى فرح. فمن جهة يجتمع الأصدقاء في المحترف "المُشرق" ليعملوا معاً طوال شهر كامل، ومن جهة أخرى يُساعدون الجمعيّة النبيلة برسالتها. وأيضاً يضعون الفن في متناول الجميع من خلال الأسعار "الهادئة"!
 
كارلوس غصن انضم الى نايلة تويني والفنانين الثلاثة.
 
على أن تُعرض اللوحات التي رسمها الأصدقاء تماماً كتلك التي رسمها الضيف (أكان فناناً كبيراً أم شخصية بارزة) في المعرض – الحدث الذي يعود بعض من ريعه للجمعية.
وستكون لنا فرصة لقاء الجميع الاثنين والثلثاء في الغاليري لنتعرف من جهة إلى جنونهم ولندعم من جهة أخرى، كل على طريقته، هذه الجمعية التي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى قدرتنا على العطاء.
ومن يعلم! قد تسرق منا اللوحات الزاهية والشاهقة برسالتها الإنسانية ضحكات غير مكبوحة، نحن الذين لم نعد نعرف كيف تبدو قصص حبّنا!
 
 نايلة تويني، ولوما ربّاح، والياس أيوب وسمعان خوّام
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium